التخطي إلى المحتوى الرئيسي















       إهداء لأمي وأبي 💝

قد يهدي الإنسان لغالي ذهبا ، وقد يهديه قصرا ، وقد يهديه حتى ولو وردا ، ولكن عندما تهدي كلمات لأناس بقلبك هم النبضات ، هنا تقف لشعوري كل الجبهات ،لترسم بدموعي أروع اللوحات ،لا يراها إلا من فقد قلبه آباءا وأمهات .

لذلك ،أسئل الله أن يجعل عباراتي كلها إخلاص ، حتى يفتح الله بها عقولا ،ويشرح بحروفها ضيق صدور  ؛ لتنال عند قلوبكم قبولا ، فيشع من كل حرفا اشعاعا ونورا ،  يدخل في كل قلبا مسلما فيزيده سرور ، وينطفي من قلبه ضوء عقوقا ؛  ليشع بدلا منه برا ونورا ، وهنااااااك بسبب تلك الكلمات ، يهدي ربي لمن هم أغلى من النبضات ،  جبال خالصة من الحسنات ،

فلا تنسوني وتنسونهم من أصدق الدعوات .

                                        👣المقدمة 👣

💥فقلبي أخيتي  سيتكلم  مع قلبك ؛  ليستثمر معك حبيبتي مشروعا ، يجعلك تسكنين به قصرا، أم حيا ، أم مدينة ، أو حتى كرة ارضية . لا بالله ، فاستثمارك  به يفوق الخيال ؛ لأنه ليس مشروعا يخطر لك  من قبل على بال  ؛  لأنه سيدخلك من أوسط أبواب الجنة .  يا الله ، يا  له من مشروع غاليتي  بدايته في الدنيا ، ونهايته  عند أوسط أبواب الجنة .

هل اشتاق عقلك لمعرفته  ؟ أم تاقت نفسك للمساهمة به ؟ إن كان كذلك ، فاعطني عينك لتقرئيه . لا بالله ، بل أعطني قلبك وعقلك وكل جوارحك  لتحقيقيه .

  💥  قال رسولنا محمد صلوات الله وسلامه عليه : [الوالد أوسط أبواب الجنة ، فإن شئت فأضع ذلك الباب ، أو احفظه . ] رواه أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي الدرداء

  فالمشروع إذا ، امي وامك ، وأبي وابيك . فوالله يداي ترتجف  وانا اكتب عنهما، وعيناي تمتلئ  دمعا  لتأخذ منه حبرا لأعبر به عن حبهما ، واشعر انني لا أنتهي الا ولم يبقي لي دمعا ولا دما بعيني وشرياني  ! لانني ساكتب عن امي وابي . فهل بالدنيا بعد الله ورسوله اغلى منهما ؟  ان كان هناك من هو اغلى منهما فراجعي  حساباتك ، وخلصي بحبهم نياتك ، فربك من خلقك اوصى بهما في حياتك، فأجعلى لهم صدقة جارية  حتى بعد مماتك .

                

 قرنهما بعد حقه ، فهل اعظم من الله شئ .

  💥قال تعالى : في كتابه الكريم { وقضى ربك ألا تعبدوا  إلا اياه وبالوالدين  إحسانا  إما يبلغن  عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما افٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربِ  ارحمهما كما ربياني صغيرا } الإسراء 22 -24  .

قرنهم بحقه  قال تعالى : { ألا تعبدوا إلا اياه وبالوالدين إحسانا }  .

وشكرهم بعد شكره قال تعالى :  { أن أشكر لي ولوالديك } لقمان 14 .

عندما سئل ابن عباس ، ومن هو ابن عباس ؟إنه أعلم الناس بكتاب الله بعد الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال عن نفسه : (لو أعلم أحد أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل ! لضربت اكبادها إليه سآل .)

.

.💥 أتدرين عما سئل  ابن عباس ؟ عن قوله تعالى :

 { وبالوالدين احسانا } فما معنى الإحسان  يا ابن عباس ؟ فقال : الإحسان كثير  لا استطيع وصفه فقيل له : إذا ما معنى العقوق ؟

فأعطني سمعك ، وبصر ك  ،وقلبك ، وعقلك ، بل كل جوارحك  ؛ حتى ترتعد كل فرائصك ؛ لتعيدي حساباتك  ، فقد تنقذي ما تبقى من حياتك . قال :  العقوق أن تجلس بجانب والديك، فتنفض ثوبك، فيتطاير الغبار عليهما ، تكتب عند الله عاقا .

💥 يا الله يا الله ياالله  ، ذرات من الغبار لا تراها عيني  ،ولا عينك ، تصل إلى والديك تكون عاقا ، فكيف بصوتك  الذي قد يخرق آذانهم ، ونظراتك التي قد تخرق أجسادهم ، ماذا يكون ذلك عند من قرنهم  به سبحانه في كتابه ؟  هل وصل المعنى لقلبك  ؟ هل موقف عرض الآن على ذاكرتك فتوقفت له أنفاسك؟


💥إذاً تداركي حبيبتي اليوم  أمركِ ، وابدئي الآن بمشوار بركِ ، لعلك تقطعين الطريق من غير أشواك  ، وتجنين الثمار من غير أن يجرح العقوق يديك ، ويدمي قلب أمك وابيك عليك ، وإلى أوسط أبواب الجنة تتقدم قدميك ، فتنالين رضى من خلقكِ وصوركِ  وأبقاكِ  ،فوالله اتكلم معكِ من قلبا أحبكِ ، فأعطني يا الحبيبة عيناكِ وعقلكٍ وقلبكِ ،  

       ——————————————–                     

⛳حال رسولنا صلوات الله وسلامه عليه بالبر 

        —————————————–

لو اﻵن سمعت أذناي ما قراءته عيناك  ؛ لسمعتك تقولي : كيف رسولنا يعلمنا البر وقد مات ابوه قبل أن تلده أمه ،وماتت أمه قبل أن تشتد بالدنيا قدميه . ؟معك حق ؛  لذلك أعيريني  عيناكِ لتقرئي كلماتي ، وتختفي من عقلكِ تساؤلاتكِ ، ولكن عديني أن يشاركها قلبكِ ، فتنهمر بما تقرئين دمعاتكِ .

كان الرسول صلوات الله وسلامه عليه يقسم لحما بالجعرانية ، فجاءت امرأة بدوية ،  فلما رآها رسول الله بسط لها رداءه ، وقدم لها قدح من اللبن  . فقال أحد الصحابة :  من هذه  ؟

يا ترى من تكون تلك التي أوقف الرسول عمله وهو مشغول  بشغله – قائد أمة –  وقدم لها كل تلك الحفاوة والتكريم ، إنها حليمة السعدية التي أرضعته . يا الله يا الله يا الله  ،هذا حالك يارسولنا  مع من أرضعتك ،  فكيف حالنا مع من حملتنا ، وولدتنا ، وأرضعتنا ، وربتنا  ، وكانت تلمس الشوك لتنثر الورد بين يدينا .

.

          ————————————-

  📌حال من اقتدى برسولنا  من صحابته 📌

             ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

🌷أبو هريرة ، وما أدراك ما أبو هريرة !  أول  صحابي حفظنا سيرته ، وأكثر من روى حديثا عن رسولنا ، الذي إذا دخل البيت سلم على أمه وقال  : (رحمكِ الله كما ربيتني صغيرا  )  ،وترد عليه فتقول :  (رحمك الله كما بررت بي كبيرا ) فما حال برك ؟ لنستصغر برنا ، ونلملم  تقصيرها  ، ونخشى عاقبة عقوقنا .

فها هي أمه تناديه يا أبا هريرة ، هل قال: مشغول ، ماذا تريدين  ؟ تجاهلها وتجاهل صوتها ، بل قال: لبيييييييك ، (نعم يا أمي )، (سمي يا أمي ) ، (يجيبك قلبي يا أمي ) . فشعر أن صوته ارفع من صوت أمه ، فذهب إلى السوق ، واشترى عبدين، واعتقهم ، وجلس يستغفر  ؛ خشية أن يكتب من العاقين . يا الله يا الله يا الله  ،يا اباهريرة ، ماذا لو سمعت اصواتنا ؟ وزفراتنا ، ونظراتنا ، فبماذا يا ترى ستُكفر !

🌷وها هو حيوت بن شريح  أحد العلماء المسلمين ، والعلماء المشهورين،  مع تلاميذه يعلمهم مما علمه الله، واذا هم ينهلون من معارفه ،وفقهه ، وفنونه ، اذا بصوت يقطع صوته ، ويقطع درسه ، فما هذا الصوت ؟  إنه صوت أمه تناديه ،  حيوت ،  يا ترى ماذا تريد  ؟ وأي سبب يستحق ان يقطع العلم المفيد  . تقول :   قم فأطعم الدجاج ،  فترك مكانه، وزمانه ،وقطع درسه، ليجيب نداء أمه  . يا الله يا الله يا الله ، يمكن دروسه برؤؤس تلاميذه قد تبخرت ، ولكن درسه العملي ببره  ما يزال لو كانوا احياءا بذاكرتهم  تسطرت .

مرت مئات السنين ، وانا وغيري لم نحفظ  شئ من علمه ، ولكن وصل لنا والله كل علمه من خلقه و بره  .ولكن، ولكن ، ولكن

              🌳 ولكن ، لماذا هم كانوا كذلك  ؟ 🌳

                    —————————

لأنهم عرفوا أن للوالدين دعوة لا ترد ، إما أن تكون لكِ لتسعدي في الدنيا والأخرة  ، وأما أن تكون عليكِ لتشقي  في دنياك قبل اخرتك .

وفي الحديث الذي رواه ابوهريرة عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه (ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن :  ( دعوة الوالد ، ودعوة المسافر  ،ودعوة المظلوم . ) المحدث الألباني  في صحيح أبي داوود .

   🌂وأبدأ  بقصة بطلها تَعرَّضَ لدعوة من أبيه اخترقت هذه الدعوة السماء ، فوصلت لرب السماء، فتحققت كفلق الصباح . بطلها شاب عاص ، عاق ، وجوده في البيت مصدر التعب لاخوته ووالديه، لا يهدء البيت إلا إذا جمع الأموال ليسافر ويصرفها مع الصحبة الفاسدة ليعود ليعود الشقاء .

وفي يوم من الأيام ، استنفذ هذا الشاب حلم أبيه ،  لتخرج من لسانه كلمات كالرصاصات  فيستجيبها رب البريات . فقال: ( جعل ما اموت حتى تدعسك سيارة ) يا الله ، دعوة قوية لا يستطيع قلب أب تخيلها ،فكيف لو رآها بأم عينه  ، ولكن حضر الشيطان  الذي هو عدوي وعدوك ، ليشعل القلب فيه نار  لا يطفيه إلابعد أن يحزن قلبي وقلبك ،  فإذا حضر فلنستعين بالله عليه ليصرف عنا وسوسته ، ويجعله يخنس ويخنس ، حتى يكفينا الله شره فينتكس .   

– وهنا كلمة من قلب قلبي تخرج لقلب كل أب وأم  فتقول :  ( لسانك سيخرج دعوة بخير  ، ويخرج كذلك الشر  ،  فرطبي لسانك أيتها الأم الرحومة  ، والاب العطوف ، بالدعوات الطيبات ، التي يطير  بها قلبك أن حققها لك ربك ، وتسعد بسعادة اسعد من سعادتهم ، لأن شقائهم أصعب على قلبك من شقائك اليس كذلك ؟  )  .

نعود لبطل قصتنا الذي قيض الله له أن ينتقل مع اسرته إلى منزل خير من منزلهم ، وكلما راءه أمام مسجد ذلك الحي أخذه للمسجد ، وصلاة معه بعد صلاة ، قذف الله بقلبه الإستقامة والصلاح ، فأصبح يصلي في بيت ربه كل صلاة  حتى صلاة الفجر ،  وبعد فترة قدر الله لهذا الشاب أن يصبح داعية لله ، ولكن حتى لو كنت داعية ، فهناك دعوة من قلب اب في رصيدك حتما ستسددها .

ففي يوم من الأيام، تعطلت سيارة هذا الداعية ، فدخل تحت السيارة ليصلح عجلاتها ، فجاءت سيارة من الخلف فتصدمه ، وتمشى السيارة عليه ، لتتحقق دعوة خرجت من قلب أب ، فوصلت لرب مجيب  ليستجيب ، ولو بعد حين . 

فحينما راى الأب ابنه بهذه الصورة ، بكى الدم بدل الدمعات ، وتذكر حينها تلك الدعوات،  التي أحرقت قلبه بحسرات ، ليكثر له بعد ذلك  من الصدقات ، والدعوات ، التي تنفعه بعد الممات  .

فبعد هذه القصة هل تطلقا أيتها الام وايها الأب ألسنتكما بأبشع الدعوات ؟  عذرا فلم اكتب كلماتي لاحزن قلوبكم  ،أو لتذرف  دموعكم ، بل والله لاكفكف تلك الدمعات ،واسعد تلك الفلذات، بأنهار دعواتكم التي لا تنضب ، لانها تكون من القلب للقلب .فيسمعها الرب فيجيبها ، فهو المجيب سبحانه ، فلا تبخلي عليهم بالدعوات .

🌂ولكن ان تكدرت نظراتكم بكلماتي، فسوف اسعدها  بباقي كلماتي، بطلها عمره بالعشرين ،تاركا  عمود الدين  ،رغم أن أباه إماما لمسجد . يمكن ان تقول اﻵن يا الله !  ابوه امام  مسجد ولا يصلي ابنه ؟ اليس ذلك ما نسمعه ان لم نكن نحن الذي نقوله ،

وهنا استبيحك عذرا يا من تقرئي كلماتي  أن رأيت صالح وابنه بالمعاصي يمشي في دنياه سارح  ، فلا تطلق لسانك بالاستغراب فتبتلى ،   فلو كانت الهداية بيد بشر ؛  لهدى الأنبياء أبنائهم كنبي الله نوح ،  وهدوا ازواجهم كنبي الله لوط ،  وهدوا آبائهم كنبي الله لوط ، ولهدوا ابائهم كنبي الله ابراهيم ، بل لم يستطع أحب الأنبياء لربه أن يهدي عمه الذي أحبه ، ودافع عنه واعزه ، فكيف نطالب بقية عبادالله بمسؤليتهم بالهداية ، فالقلب لا يملكه إلا الله ، ولا يستطيع هدايته إلا الله ، وما علينا كلنا الا البلاغ .

ارجوا ان يهدي الله قلب كل عاصٍ ، ويفتح الله على قلب كل عاقٍ .

🌂نرجع لتارك الصلاة ليسرد لنا قصته ، ونسعد نحن لأن لنا في الكون ربا عظيم ، وعندنا أب أو أم يدعوان لنا ربا كريم  .

يقول : ذهبت مع أصدقائي برحلة بحرية فخيمنا على شواطئ جدة، فأصدقائي طلبوا مني أن أبقى في المخيم لحراسته ، فإذا استمتعوا بالبحر وخرجوا يبقون هم في المخيم لاستمتع بهوايتي بالغوص كما أريد .

ولكن استحييت من خلق الله في المخيمات المجاورة عندما قاموا يصلون العصر ، ولم استحي من نظر الله الذي خلقني ، وسواني ، وبالعافية والنعم كلها أعطاني  ، فقلت لنفسي :  سأسترخي بالبحر على ظهري حتى تنتهي الصلاة ،  ولا يراني خلق الله ، وبينما أنا مستلقي على ظهري مستمتعا  بالبحر ، اذ الأمواج تسحبني  لجرفاً عميقاً ، استخدمت كل مهاراتي ﻷصارعه، ولكنه صرعني إلى أعماق البحر ، فعندما أيقنت أنني أودع دنياي لأخرتي،  لم يلوح بخاطري إلا أبي ، وهو يوقضني للصلاة ، واذهب معه للمسجد ، فإذا دخل وكبر خرجت ، فلم يعلم طيلة عمري أنني لا أصلي ، فناديته بصوتي ( ابي )  فدخل بجوفي الماء وهذا آخر ما أتذكره ، ولم أشعر إلا بتفتيح عيني وانا في المخيم، وعندي رجل فقال لي : الحمد لله على السلامة وذهب .

يا الله ياالله يا الله ،  من الذي اخرجه ؟  دعونا مع الشاب ليكمل لنا  الخطاب   فيقول:  فوالله أصدقائي لا يعلمون عن خبري ، والمخيمات المجاورة لم يفتقدوني ويتصلون بخفر السواحل لينقذوني، ولو بلغوا عني لاحتاجوا  ثلث الساعة للوصول إلي ، ولو وصلوا فيحتاجون إلى الساعات أن لم يكن ألايام ليجدوا جسما بلا روح . فمن الذي اخرجني؟؟؟؟ وانا مازلت اتسأل ، وكل اجابة أجد أنني عندها حائر ، فإذا بهاتفي يرن ، وابي يأن  ، بني  سألتك بالله انت بخير ؟  فزاد استغرابي ، وقلت له أنني بخير ، وسأعود اﻵن إليك ، فقمت أصلي ركعتين لم أصلي مثلها من قبل بحلاوتها ولا من بعد ، فأنا ما زلت في الأرض، الحمد لله وليس بيوم القيامة ،

وذهبت لأبي فعندما رآني عانقني عناق محب ،  وقلبه علي من الخوف قد ارتعد ، فقال بني : ماذا حصل لك ؟  فقد كنت أصلي العصر بالناس ، وانا ساجد ، سمعت صوتك صوت خائفا يناديني ، فأصبحت ادعوا لك بصوت مرتفع ، استغرب منه المأمومين .

يا الله يا الله  يا الله ، هل استشعر قلبك عظمة دعوة الوالدين لك ؟  فلو قدر له الموت وهو لا يصلي فمآله كما قال تعالى : { نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى  }  الليل 14

  ولكن دعوة من قلب ساجد ينادي ربه  ، ويأم في الصلاة خلقه ، أنقذت فلذة كبده  ،واغلى  من دقات قلبه  .

  🌴 قال تعالى : { ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا  }🌴

الأحقاف 15 

من الذي وصانا بهم ؟  اليس ربي وربك ، فما حالي وحالك ، هل طبقنا وصية ربنا ؟ وهل ذقنا حلاوتها؟  إذا أردتي أن تجيبي  فاعطني نظرك  قبل أن تجيب ، وقلبك لعله للبر يستجيب .

فتعالي  ، يا من ترين كلماتي لنقرأ عن أناسا طبقوا تلك الوصية ، وعرفوا لمن تكون بحياتهم الأولوية  ، بعد عبادة رب البرية .

   

🍂وها هو الحسن البصري يستشعر كل من حوله عظم بره بامه ، ويتعجب من يعرفه على رغم هذا البر كله  لا يأكل مع أمه بصحنٍ واحدٍ ، فينصدم التعجب ، ويتوقف الكلام عندما يعرف السبب ؛ لنجعل منه لأنفسنا وقفت تأمل ،  وجلست مصارحة ،  هل لأن أمك تأكل بيدها وانت بالملعقة  ؟ يمكن أن تكون الاجابة توافق بر زماننا ، وتشكل حال تفكير بعض ابنائنا ، أما من كان قدوته  رسولنا  فلن يستغرب منه أن يقول بصوتا  حنون  ممزوجا برحمة : أخشى أن تشتهي عين امي لقمة تسبقها يدي اليها فأكون من العاقين . يا الله يا الله يا الله ، خلصوا نياتهم التي لا يراها غير الله ،  قبل أن يخلصوا  حركاتهم  التي يراها خلق الله ببرهم .

🍂وها هو يزيد البسطامي وما أدراك ما يزيدالبسطامي عمره عشرين عاما، ومليون سنة برا وقلبا ، أمه في يوما من الأيام مرضت فقالت له  : يا يزيد مرضني – أي إقراء علي –  فوضع إحدى يديه تحت رأسها ، والأخرى يمررها على جسدها وهو يقراء عليها ، فنامت أمه وبعد ساعات طوال شعر بألم ييده قد احتبس الدم فيها ، فأراد أن يخرج يده  ليسيل الدم بعروقه ، وترتاح معها روحه ،  فعندما هم بأخراجها قال : يارب هذه يدي ملكي ، ولكن تلك  الرأس ملكك ، فأبقي يده تحت رأس أمه حتى استيقظت ، فلما أستيقضت  ، فلم يستطيع تحريكها بعد ذلك ؛ لأنها انشلت .

يا الله يا الله يا الله ، انشلت حتى لا يكدر صفوة نوم أمه ببره ، فكيف بمن لا تنام من همه وقسوته  وغمه !  ذهب من الدنيا يزيد ويده ، ولكن سطر لنا أنوار  من البر وصفوته .

🍂استشعروا حديث رسولنا صلوات الله وسلامه عليه  الذي رواه ابو هريرة عندما سأله رجل  [ من أحق الناس بحسن صحابتي يا رسول الله  ؟ قال: أمك  قال: ثم من ؟  قال: أمك قال: ثم من؟ قال : أمك قال: ثم من ؟ قال : أبوك .  ] ثبت في الصحيحين

  كلنا حفظنا الحديث من الصغر ، ولكن هل طبقناه بالصغر والكبر ؟  ثلاث حقوق لأمي وأمك لأنها تقوم  بثلاث مهمات لا يستطيع الأب مهما كان القيام بها:  تحملك ، وتلدك ، وترضعك ، لذلك الأم للاشفاق ، والاب للأنفاق ، فضلا  على مشقة التربية فهذه تكفي ،

وقد نجد من الأمهات من تقوم بدور الأب كذلك  بالأنفاق اذا طلقت ، أو مات زوجها ، وقد تبقى العمر كله ترعى أبنائها بعد زوجها لا تتزوج ، ولكن من النادر أن نجد الرجل يبقى لتربية أبنائه بعد طلاق  أو موت زوجته .

فالأم الأم  كالصابونة يغسل منها أبنائها حتى تبرى، وتنتهي رغوتها  ، فإذا انتهت فاحتفظي بما تبقى منها :  فوق رأسك ، وداخل قلبك ،فلا تجعليها من المهملات ، بل من أغلى الغاليات ،  فما وصلت هي لذلك ، إلا بعد أن وصلت انت لذلك .

وهنا أتذكر قول أمي وهي تردد ( كلمت أمي تحييني لو تذوب السم وتسقيني )  كانت أذني تسمع تلك العبارات  منها  ولم يعي قلبي لصغري أبعاد معانيها .

فكلمة أمي أمي أمي  ولسانك ينطقها غييييييير  عندما تفقديها وأذنك من غيرك بتلك الكلمة تسمعيها . أليس كذلك ؟ فوالله لنطقها حلاوة ،ووجودها بقلبك أغلى ابتسامة .

     لذلك حذرنا الله العظيم من العقوق بعد ذلك 

فقال سبحانه في محكم كتابه:  { إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربِ ارحمهما كما ربياني صغيرا } الإسراء 23.

🚩هنا وقفة حبيبتي في هذه الاية ، فأمنحيني قلبك وعقلك فأنا محتاجة لعاطفتك وعقلك .

🚩ربي وربك يقول : { أما يبلغن عندك } وليس في دار العجزة  ؛ أليس كذلك ؟.

🚩فلا تقل لهما  اف  قبل أن نستعرض خطاب ربنا سأسأل سؤال نحن متى نقول كلمة اف في حياتنا ؟   اليس عندما ارى شئ لا يعجبني فأقول:  اف  أليس كذلك ؟

وعندما أشم رائحة لا أحبها وأشمئز منها أقول :  اف  أليس كذلك؟ .

فربي وربك القوي الكريم إذا  يقول لي ولك  :  أمك واباك أن بلغوا من العمر عتية معناه  عندهم  : ضغط ، سكر ، أمراض ، لذلك قد نشاهد منهم  ،ونسمع ، ما لا يسرنا  فأنتبهي أن تقولي لهم :  ولو  اف   قد نشم منهم رائحة  لعجزهم لا تعجبنا   انتبهي ان تقولي : ولواف  فكيف لو نهرتهما ، زجرتهما ، اغظبتهما ، فهي كبيرة من الكبائر   يا لعظمة القرآن وقائله سبحانه ! 

فبعد  هذا أيتها الحبيبة  أن كنت بارة  فازدادي برا ، وان كنت عاقة ،  فتذكر انك اقترفت كبيرة من الكبائر فرسولنا يقول صلوات الله وسلامه عليه : [ ألا ادلكم بأكبر الكبائر ؟ ثلاثا قلنا: بلى ، يا رسول الله قال:

 ( أﻹشراك بالله ،وعقود الوالدين ، وكان متكأ فجلس فقال : ألا وقول الزور وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت . ] رواه البخاري ومسلم

🚩علم الله إن من خلقه سيكون قلبه اقسى من الحجر مع من، ربوه ،واطعموه ، ورحموه ، لذلك حذرهم ونهاهم من العقوق ،لذلك فلا نستغرب فالرب ادرى بخلقه ،ولكن ان كان قلبك لا يتحمل قصص من عق ، فبشرى فإن قلبك حتما لن يعق ،ولكن ان كان لك قلب فلن تتمالك  دمعاتك وهي تقرأ عن من عق ،أين كان قلبه عندما عق ؟ فرددي  : قبل أن تقرئي كلماتي ،الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم  به ،وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا .  فنحن في زمن لا يستغرب به شئ  .

🚩يقول إحدى المشايخ: ذهبت إلى أحد دور العجزة ، وعند تجوالي أرى أعينهم تحكي لي قصص فكيف لو تكلمت معي شفاههم ، وكتب ما بداخلهم دمعاتهم  ، ولكن لفت انتباهي من بينهم رجل تجاوز التسعين نظراته حزينة ، وحركاته رهينة  ، فجلست بجانبه ، وسلمت عليه ، فإذا هو مع ما شافه من أحزانا في زمانه ، قد فقد  معها نور ابصاره  . فقلت له  :  بصوت حزين ، ولكن لا يقارن بحزنه  ،  هل تريد شئ يا أبي احضره لك ؟  فقال  لي : جزيت خيرا يا بني ،  وعندما لححت عليه ، وبالغت إصرارا عليه  ،قال يا ولدي : (مشتهي خبز صامولي  ولكن ليس من الدار بل من خارجه فأنا لي ثلاث أيام لم يذق لساني شئ )  فقلت له : أبشر ، فذهبت وأحضرت له الخبز ، وما قدرني الله عليه ، فأخذ بيده الخبزة يغطها بالماء ويأكلها ، يغطها  بالماء ويأكلها ، والألم يأكل قلبي ، ويتمزق عليه فؤادي ، فلم يعد في قلبه شئ يشتهيه  ؛  لذلك ماء وخبر ليس لها طعم بحزنه يكفيه ، دفعني فضولي من قهري أن أسأله سؤالا فقلت: يا أبي ، هل تسمح لي بسؤال في قلبي يقلقني ؟  فقال : تفضل قلت : هل لديك أبناء  ؟ لم أكمل السؤال ، حتى جاوبتني دمعاته ، وأحس بأنفاسه تسابق حسراته ، وددت لو انقطع صوتي قبل أن اسئله ، فقال : عندي من الأبناء عشرة ،تزوجوا جميعا ، وتركوني بالمنزل وحيدا إلا من همومي وأمراضي ،  وفي يوم لن أنساه  ،جائني أحبهم لقلبي ، وارحمهم بي ، فعندما سمعت صوته دبت السعادة بقلبي ووجداني ، وتوهمت  أنه سيحملني معه لبيته  ليرعاني ،  ويزيل ما بقي من احزاني ،  ولكن جائني ليأتي بي هنا حتى ينعاني ، ولي سنتين لم اسمع صوت واحد منهم ،  فوالله إنه ابكاني ، وارتفعت يداه للسماء ،  وتحشرج  صوته  بالدعاء ، بصوتا والله احسبه رعدا قد أتى من السماء ، فاختلع قلبي وتحجرت معه  الدماء .      يقو ل : يا قوي ، يا عزيز  ،يا جبار ، يا منتقم ، اجمعني بهم يوم القاك ؛  لتأخذ حقي منهم يوم لقياك ، فكانت كلماته كالصاعقة على من يسمع ،   فكيف على من عق إذا وقعت عليه  أين هو ليرتدع !!!!

فخرجت من عنده لم يذق النوم عيني ،ولا الحزن يفارق صدري، وبعد شهرين رجعت لازوره فبحثت عنه فلم أجده في مكانه ، فذهبت للمدير للسؤال عليه ، فقال: لقد مات ، يا الله ، مات ، فقلت : سألتك بالله ،هل جاءوا أبنائه إليه  ؟ قال: اتصلنا عليهم قلنا لهم أبوكم مات ، قالوا: غسلوه ،وكفنوه ،  وصلوا عليه ، وادفنوه ، نحن مشغولين .

يا الله يا الله يا الله مشغولين عند النظرة الاخيرة  ، فلو اتصلت الزوجة عليك لارتفاع حرارتها ،أو الأبناء ؛  لتقطعت الإشارات تلو الإشارات واﻵن ابوكم مات  ، مشغولين ، اي شغل يشغلني عن من انشغل بعمره بي .

انا وانتم لا نعرفهم العشرة أليس كذلك ؟ ولكن سوف نراهم، ونشاهد محاكمتهم  جميعا عند الامم كلهم  يوم  القيامة  من يوم خلق ربي  ادم الى قيام الساعة،

كل هذه الامم ستحضر عند الجبار ،  وسنراهم صوتا وصورة عند قاضي القضاة ، وسامع الدعوات ، رب الأرض والسموات ،  الكل سيشهد ،والرب سيحكم ، والظالم في هذا اليوم يتمنى أن يكون ترابا  ، فكيف لو كان المظلوم بربك ابا واما !!!!!



لم ينتهى ما قراءت عيناي ، وسمعت عن العقوق  أذناي، فما زال القلب يأن ، وعن حال بعضنا عجز أن يستكن ، يتسأل  أين وضعوا قلوبهم ؟ وأين دفنوا مشاعرهم ؟ وأين سيذهبوا من عقوبة ربهم ؟؟؟

🚩إن كان قلبك ما زال يستطيع من الأحزان أن يقرأ ، وقلبك فيه متسع لكي يسمع ، رجوتك أيتها الحبيبة لكلامي  أن تقرئي ،  فوالله لم اتعمد أن أحزنك ، ولا أن اجرح مشاعرك  ،  ولكن انت تعيشي حيث اعيش في مجتمع يحتاج ان نذكر من كان له أبا او ام ان في بيته جنتين ؛  لأننا لم نعد في زمن نحن الذي نربي ،  بل في غابة الكل ينهش ،  ويدعي انه للخلق يربي .

🚩فهذا احد المشايخ يقول : كنت في طريق بين المنازل في يوم شديد البرد، و المطر ، لاتستطيع مساحة المرآة في السيارة أن تمسح الماء لأرى ، فإذا بشيخ كبير ،  تحت المطر كأنه أسير ،  ينتظر الفرج من القدير ، فوقفت بجانبه وقلت : اركب يا أبي ؛  لاوصلك فلن تستطع المشي في هذا المطر الغزير ،  فقال: لا يا بني ، إذهب ، عدتها عليه مرات ومرات  ليركب ، وهو لا يكاد يمسك  عني عبرته ،  حتى لا تخرج عندي دمعته ،  فعندما اصررت عليه، وعرف أنني لن إذهب واتركه ،  قال :   (يا بني ،  هذا بيتنا ، ولكن ابني زعل علي ، وأخرجني ، ولكن لا تخف دائما يفعل ذلك ، والآن سيرضى علي ويدخلني)  .

يا الله يا الله  يالله  ، اﻵن سيرضى عنه ويدخله  ، ذلك الاب  كان إذا جاء البرد والمطر ، كيف كان  يتعامل معه ؟ أليس يلبسه الشراب والحذاء حتى لا يدخل بأقدامه البراد ، فلو لم يجد له شراب لجعل قدماه في صدره ليغطيها ، وبحرارة انفاسه ليدفيها ،  وأبنه يرميه  في الطريق ، كأنه جمادا أو ابريق ،  فوالله لو كان له قلب لمات من الشهيق ، ولكن رمى مشاعره قبل أبيه في هذا الطريق  ،  وسيأتي عليه يوما يسحب في وادٍ سحيق ، لن ينفعه علم الدنيا الذي تعلمه ،  ولا وظيفة المنصب الذي تقلده ،  ولا زوجة  وأولاد أنساه من انجبه .

🎈هل كفكفت دموعك؟  أن لم تكفكفيها فانتظري ،فالدنيا غريبة  ،واغرب منها بعد الشرك العقوق ، فهل يشرك من عرف الله ربا ؟  يعصيه فيستره ، ويبقي له النعم ، وإن تاب تاب عليه وأكرمه ،   وهل يعق ؟ من له أم واب يؤذيهما ، ويهجرهما ، وقلوبهما تبتهل إلى خالقهم ليحفظهم ، ويبقيهم ، ومن السعادة يأخذها من قلوبهم ليعطيهم .

🎈هذا من عق أباه  ، ولكن هناك من قتل أمه !!!!!!! تبداء بتضحية ، وتنتهي بجزاء. 

     

🎈( أم ) ليس لها إلا واحدا من الابناء – فمن كان حالها كذلك  ستشعر بما اقول –  ابن واحد لي في الدنيا ، إذا سيمشي على صدري حتى الأرض لا تتعب قدماه ، وسينام بقلبي حتى لو نام قلبي سيرعاه ، لو قلت  لتلك الأم ماذا تتمنين من الدنيا ؟ لقالت : أن يكبر بني ، ويتزوج ، وأرى أبنائه ،

وأهم شرط يهمها في زوجته أن تكون حنونة ، رحومة، لتبحر  به نهر الحب الذي فيه اغرقته ، ومنه اطعمته ، وسقته ، وها هي تلك الأم يتحول حلمها إلى حقيقة، وترى احفادها بالحياة ، وتكبر هذه الأم ولا شئ يسعدها إلا ابنها وأبنائه ، وبعد أن كبرت  ، والعقل لثواني فقدت ، واذا فقدته ، صعدت من الدرج حتى السطوح  ، ولبعض الكلمات كانت تبوح ،  فإذا قالت ما قالت نزلت ، ولم تجرح أحد  ،ولا تؤذي أحد ، ولا تزعج أحد ، مرة ،واثنين، وثلاث ،هذا التصرف منها لم يرضي الزوجة ،فذهبت إلى زوجها، لتقول ،( أمك فشلتنا مع الجيران إما أنا وإما هي تسكن الدار )  تقولها له مرة ومليار ، وهو يقول لها. امي ليس لها غيري ، امي هي من ربتني، وبقلبها اسكنتني ،  وبالأخير استطاع أن يميت قلبه  ، فأنتظر أمه حتى صعدت ، فجاء من خلفها ليرميها ، وعظامها تتكسر وينهيها ،  يا الله يا الله يا الله ،   والله لم تستطع يداي أن تكتبها ، فكيف وهي أمه ، فكيف قلبه  أمتها  ؟ كل من حوله يعزيه، وهم لا يعلمون انه من قتلها ، ولكن القوي العزيز العليم كتبها ،وعندنا جميعا يوم القيامة سيقراءها ،

مرت الشهور والأيام ، وهذا الابن قدر الله أن يصبح مجنونا ، لعله من تفكيره بقبح جرمه  ، وهنا هل الزوجة تعيش مع زوج مجنون ، بالطبع لا  ، فهي تريده ليتحمل المسؤلية ، ولها ولاولادها يقدم حياته وجهده لهما هدية ، فما منها إلا أن أخذت أبنائها وتركته ،لترتاح من تعبه  ، وجنونه .

🎈وهنا لفته من قلبي لقلبك، هل لو كانت أمه  ما زالت على قيد الحياة  تتركه ؟  لا والله ، الأم لا تترك أولادها بأي حال ،هناك من احترق وأمه تضمه بنيرانه لتطفي ناره ، فيحترق جسدها وجسده ،وتفارق الحياة معه ولم تتركه بنيرانه .

ولكن هذه  الزوجة تركته – وليس كل زوجة  –   ولكن اﻷم ،تحن على أبنائها  وكل أم ، لأن الأم هي أم ، وهل الحب يضرب مثلا بأكثر من حب اﻷم .

  

  🎈 وهنا قلبي يتكلم مع كل زوووجة من قلب محب ،وانا واحدة منكن ،    انت الان زوجة ، وستصبحين يوما ما أما لزوج ، فما تفعلين في أم زوجك ، ستكونين انت بطلته مع زوجة ابنك ، فالشر بذوره شر وستحصدينها ، والخير جذوره خير وان زرعتيه حتما ستحصدينه ، وليس مهم أين ؟ ومتى زرعتيه ؟ فالرب سبحانه هو من سيرويه ؛  ليصبح يوما شجرة وثمارها انت من تقطفيه  .  

💘 بعد تلك القصص هل دمعت عيناك ، أم نزف قلبك ، أم يقول عقلك هذا من نسج الخيال ، هذا ما حصل لي ، نسبته للخيال ليرتاح بالى ،وتسكن جوارحي ، ويهدء قلبي ،  بأن مازال الخير وسيزال .

لكن لا تحزني على قصص العقوق  فالرب مطلع والعقوق سيكون جزاءا من جنس العمل… تكتبيه ليقراءه ابنك …وترسميه ليلونه لك

فاصغي يا من تقرائي كلامي لتحذري  فإن كنت اﻵن انت ابنه فستكونين غدا لك أنت ابنة ، وكما تدين تدان .


هل تريدين أن أترجم كلماتي بقصة لك لعينك فتقرائيها…  إذا أعطني قلبك وعقلك وعيناك  وانا واثقة انك لن تنسيها.. وستعيدين حساباتك حين تقرأيها ..ولكن لا تسمعيها باذنك فتنسيهاا  …بل اجعل عقلك يسجلها لك لتقرائيها

💘بطل قصتنا ليس بطلا يتوج ،  ولكن نسأل الله أن لا نصل ، ولا ابنائنا ، ولا أبناء المسلمين لتلك البطولة، التي يكون جائزتها البوار، والخسران ، ومن ثَم النيران .فندع الكلمات تصور ،والدمعات تلون .، والعقول لعلها تتعظ فتفكر …

💘فها هو ذلك الابن العاق يحمل أبيه على الدابة في صحراء جرداء ، كقلب هذا الابن الخالى من الوفاء ، وعندما انتصفت الصحراء،  قال له الأب ، إلى أين ذاهب بي ؟  قال : لأقتلك ، يا الله تقتلني !  فأنا أبوك  ،اعطيتك من جهدي ومن تعبي ، غذيتك من قلبي ومن روحي ، وأخذ يستعطف قلبه لعله يلين ،  وعواطفه لعلها ترجع عن قرارها فتستكين ، ولكن لم يجد لتوسله بقلب ابنه اي صدى ، ولا لرجائه أي مدى  ، وعندما أيقن أن ابنه سيقتله ، خرجت من ذلك الاب كلمات : لو كانت رصاصا على جبل لتصدع  ،ولو كان حيا لتقطع  ،  قال : .يا بني ، لا تقنلني هنا ، انظر لتلك الصخرة ، فاقتلني عندها ، فأنا قتلت ابي عندها ، وانظر من أبنائك من سيقتلك عندها ، يا الله يا الله يا الله ،   صدق الله ربنا القائل في كتابه :

 { من يعمل سوءً يجز به } النساء ايه 123.

💘فكيف اذا كان السوء لمن ربوك ،  وبقلوبهم حملوك ،  وان لم يجدوا طعاما لك من لحومهم اكلوك ،  ومن دمائهم أن عطشت حتما سيروك .

 أقدم اعتذاري  أن اقلقت اليوم بتلك القصص منامك ، فوالله لم ارد لقلبك شقاء ، بل إن تكوني ببرك اصفى من النقاء ،  وحتى اشعرك بحسن نيتي، فلن اعكر صفائك بمثل تلك القصص ، بل سأحولها إلى أحلى من العسل، فليس أحلى من البر طعما ، ولا من الإحسان إلا إحسانا وفضلا .   

 فها هو بطلنا البار ، يقول :  ذهبت مع أبي بقافله للحج ، ونحن نسير في الطريق ، قال له ابوه  :يا بني ،  أريد أن أقضي حاجتي – يعني يريد الخلاء – فقال له : هل تستطيع يا أبي أن تنتظر حتى تقف القافلة ؟  قال يا بني :لا استطيع ،  فوقف ، وأنزل أباه ، وانتظر حتى يقضي حاجته ، وقلبه وعينه ترعاه ، ولكن عندما  انتهى ابوه ، توارت القافلة عن العيون ولم تراها حتى الجفون ، فقام ذلك الابن ليحمل أباه على اكتافه ويمشي به ، وكلما سار سقطت دمعات أبيه عليه،  فيلتفت ويقول : (يا أبي، لا تبكي ،  فأنا بحملك أسعد  سعيد ، ومن خفك فأنت على ظهري  أخف من  الريشة لأن القلب يحملك فأنت الحبيب)  ، وكلما تكلم الولد زاد بكاء الوالد عند الولد ، ولما  زاد السؤال من الولد ، قال يا بني : (انا لا ابكي لإنك تحملني  ،أنا ابكي ﻷني حملت ابي في هذا المكان الذي انت تحملني) ، يا الله  يا الله  ،كما قال الله تعالى :  { هل جزاء الإحسان إلا الإحسان   } الرحمن اية 60.

ومصداقا لذلك فها هو ابرهيم عليه السلام أبو الأنبياء ، ابوه مشرك ، بل هو من يصنع الأصنام  فيخاطبه من قلبه ، فيقول : قال تعالى :  {يا ابت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن }  مريم اية 45

هل هناك ألطف وأحن من هذا النداء،  قلبه يتكلم مع أبيه خوفا عليه .

  ولكن كما قال تعالى : { هل جزاء الإحسان إلا الإحسان }

ابراهيم عليه السلام يرزق بابن بعد أن بلغ من العمر عتيا، جاءته البشارة ليرزق باسماعيل ولدا بار ﻷبن بار ، ويأتي النداء من رب العالمين بقتله ،والأصعب أنها  بيديه ، قال تعالى : { يا بني أني أرى في المنام اني اذبحك  } فما أصعب أن يتخيل قلبك أن تقتل ابنك ، وهذا خيال ، فكيف بمن كان هذا هو الحال ؟ 

فما كان جواب ذلك الابن البار إلا كما قال تعالى :  { يا أبت أفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين  }  الصافات اية 102

يا الله يا الله ،  يريد قتله ، وليس يريد منه مشوار ، أو خدمة ، أو علاجا ،  أبعد هذا الطلب ترفض لوالديك أي طلب ؟؟؟؟؟؟؟

وها هو ابن مسعود رضي الله عنه ،  أحضر ماء لوالدته ، فجاء به وقد نامت ، فبقي واقفا بجانبها حتى استيقظت ، فأعطاها الماء  ،خاف أن يذهب وتستيقظ ولا تجد الماء ، وخاف أن ينام فتستيقظ ولا تجد الماء ، فهذا هو البر .

 كان ابن المنكدر من التابعين ، يضع خده على الأرض ، ويقول ﻻمه ضعي قدمك على خدي !! كان يقول كنت ابيت اغمز قدم أمي لانها مريضة وأخوه يبيت ليلته مصليا فعندما سألوه قال ما وودت ليلتي بليلته، عرف فضل البر .    

وعن عبدالله بن عمر رضى الله عنهما ،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  [ قال : لرجل أستأذنه للجهاد أحي والديك ؟ قال: نعم  ، قال : ففيهما فجاهد . ] رواه البخاري .

 هل وعى قلبك [ ففيهما فجاهداي جاهدي  نفسك على البر أن اغضباك ، إن ضرباك ، أهاناك  ، فالعمر له دور ، والشقاء على تصرفاتهم سيظهر ، فهذا هو الجهاد الحقيقي  ،ولكن  مهما عملوا بك ، تذكري،  أنك لن تجدي قلب يحبك كقلوبهما ، ولا دفء مشاعر كصدورهما ،  ولا حنان تحسينه كأيديهما …..أليس كذلك ، أرجعي لذاكرتك، هل هناك من البشر تحملوك ؟ اعطوك ، رحموك ، كوالديك ،  كلا يريدك لأنفسهم : زوج، ابن ، وظيفة ،  ووالديك  يضحيان بأنفسهما لك ، وشتان بين من يريدك لنفسه ، ومن يريد نفسه لك .  


فهناك من صور البر الذي رآها عيني ولم ينساها قلبي ،  رأيتها بأبي كان يضع يداه ؛  لتضع أمه قدماه وتركب سيارته ، يا الله ، هذا هو البر .

وآخر يحمل أمه ويضعها على صدره ، وهي تبول على ثوبه ، يا الله ، هذا هو البر .

 والآخر يقف على رأس أبيه ؛ حتى يستيقظ ليعطيه دوأئه ،  يا الله، هذا هو البر .

وأبناء يجعل أحدهم دوامة صباحا، وآخر مساء ،يتناوبون على خدمة أمهم المقعدة ، يأكلونها ، يشربونها ، يطهرونها ،  ينومونها ، يا الله ،هذا هو البر .

وآخر يبني مسجدا ، ويسميه باسم أمه ، ويفتح حلقات تحفيظ نسائية فيه ، ويسمى الحلقة بأسم أمه ،يا الله هذا هو البر .

                  💮 فمتى تحتاجين البر💮

🐾 تحتاجينه  عند توديعك لدنياك  ؛ لتقبلي على أخرتك ، فما أحوجنا في تلك الساعة بعد الشهادة للبر ؛  لأنك ستتركين قلبا لن ينساك ، وعينا لن تقف عن ذكراك ،  ويدان بالدعاء لك مرفوعة ،  وصدقة عنك مدفوعة .

🌿فأعيريني سمعك وقلبك ،وجميع جوارحك ؛  لقصة يرويها لنا أحد الدعاة الثقات، فيقول :  كان هناك شابا بارا طائعا ﻷمه ، عرف عنه طاعته لها أكثر من معرفة اسمه وجسمه ، وفي يوما من الأيام جاءه الحقيقة التي لا بد منها ؛  ليسدل الستار  .وتنتهي آخر الصفحات ، لينتهي كتابه من الحياة ، جاءه الموت ، أجل الموت  ، فلم تتحمل أمه أن ترى أن يفارقها البر ، ويبتعد عنها دقات قلبها ، ونبض شريانها ، فجلست تبكي في غرفة أخرى ، ولكن جاءتها من حضرت عند ابنها فتقول :  تعالي فأن ابنك يقول كلام ليس هذا وقته وزمانه  ،يقول ، ( ما اقدر لازم استأذن أمي )  فذهبت تلك الأم المكلومة ، وبقلبها مغمومة  ،  فتسمعه يقول : (ما أقدر ؛  لازم أستأذن  امي )  فوضعت كفها على فخذه، وكفكفكفت دمعاتها التي سقطت على صدره ، وهي تقول : انا أمك يا بني ، فيقول : أمي هذه  أمراءة تخطبني لم أرى بجمالها من قبل في حياتي ، ولكن اقول لها لازم استأذن أمي ، يا الله ، يرى الحور العين ولكن بره سرى بعروقه فغدت جوارحه  وشوقه،  فقالت :   أذنت لك يا بني  ، فمات ، ولكن يا ترى  أي ميتة .  

🌿اسئل الله أن نراها بأبنائنا فهذا سيكفكف دموعنا بفراقهم  ،ويثلج صدورنا عند وداعهم ، لأنهم سيذهبوا لخيرا خير من عندنا ؛  لجناتٍ ونهر ، عند مليك مقتدر .                         

🔦فوالله كلماتك التي قلتيها لهم ستسمعينها ، وافعالك التي فعلتيها أمامهم سترينها ، وحتى نظراتك أن كانت بقلب ابيك وامك زرعتيها ستلقينها  ، فإن أفرحتيهما حتما ستفرحين ، وأن جرحتي قلبيهما حتما بهذا القلب ستنجرحين ، وان خرجت من الدنيا فهناك ربا ببرك سيكرمك ، وأن كنت من العاقين حتما هو سيعذبك .

🔦هل تريدي قصة من الواقع تصدق أحداثها كلماتي، فأعيريني عينك، وقلبك ، وعقلك ، وان استطعت دمعاتك  ؛ لعلها تغسل ما علق بعقوقك من ذكرياتك .

🔦بطلها شيخا تعرفينه ،  وإن لم تعرفينه فببره اليوم ستعرفينه ، إنه الشيخ الكويتي أحمد القطان ، دعوني أسطر عن لسانه ما يقول : يقول  : ضربت الكويت قديما صاعقة فشلت أبي شللا نصفي ، جعله لا يشعر عند أخراج فضلاته ، فكنت أضع كفاي تحته أحمل فضلاته ، ثم اغسله ، وانظفه ، وألبسه ، ثم اطيبه ، يا الله يا الله ، لم ينتهي بره فهذا مع ابوه ، فاسمعي ما كان يفعل بأمه ، يقول : كنت احبي كالطفل وانا ألبس بشتي قبل أن أذهب لاخطب يوم الجمعة  لأقبل قدم أمي  ، يا الله ما أجمل ريحها .

🔦هل هذا بره بامه ، لا والله ، فتمالكي دموعك ، يقول : كانت أمي تشكوا من مرض السكر ، واحد أصابع قدميها متقرحة لانها احترقت من المدفئة ، فعندما ألبسها الشراب يؤلمها، فكنت أضع اصبعها المتقرح  المحترق بفمي أمصه كما كنت امص صدرها لالينه،  واضع عليه المرهم ، ثم ألبسها الشراب لترتاح  ،يا الله يا الله،  على هذا البر ،لكن هل انتهت قصته ؟ 

لا بالله ، بقي منها  لنعرف لماذا يعطيها نهرا من البر ؟  أتدرين لماذا ؟…لأنه شرب منها انهارا من الحب  قبله ، لندعه يكمل حديثه لنعلم السر في هذا البر ،  فيقول : قالت لي أمي : عندما كنت صغيرا بعد ولادتك ، جاءت الكويت موجة من البرد شديدة ،  ولم يكن لدينا إلا بطانية واحدة ، فكان أبوك يتغطى بها مع أمه ، وأنا أضعك في حجري ، واضع الملابس على رأسي كالخيمة ؛  لأغطيك ، وانفخ عليك بأنفاسي الحارة لأدفيك ، يا الله هل هناك عطاء بعد الله  كعطاء الأم ؟  أم هل هناك حب بعد الله كحبها ؟ لا والله ،  هل انتهت قصتك يا شيخي عن البر ؟ 

، لا ،  بل بقي فصلها الأخير بقوله تعالى ، { هل جزاء الإحسان إلا الإحسان }  فيقول : ذهبت مع أبنائي في رحلة بحرية في يومٍ شديد البرد ،  اذا بعاصفة تهب ، ويملأ القارب بالماء  والبرد الذي جمد اصابع قدمي ، فلم أعد أشعر بها ، فقلت لأبني : تجمد ت أصابع قدمي ، فأخذ أصابع قدمي ينفخ عليها ليدفيها ، وشريط بري بأمي يدور وابني هو من يرويها ، فقد مصصت إصبعا في أقدامها لادفيها ،ولكن ولدي دفأ اصابعي كلها بأنفاسه  وبري بأمي أبني من يرويها   .              

🔦لذلك أرجعي لذاكرتك ، فإن كنتِ بارة ، فأحمد الله وازدادي برا  فهذا فضلا من الله عليك ، ورزقا ساقه الله بين يديك،  وان كنت عاقة فاستغفر ربك وألزمي قدماهم فثم ريحا للجنة ،

لا تقولي : لا تدرين، ماذا فعلوا بي ؟  بل قولي سأرضيهم لادخل من أوسط أبواب الجنة،  أبعد الجنة ستذكرين شيئ ؟ وأن في قلبك شيئ ، فأعطني عينك ،وقلبك ،وعقلك،  كما عودتك ، لعل الله يفتح على قلبي وقلبك .

🍀يقول أحد المشايخ : كان هناك ولدا بارا بأبيه وأمه ، ولكن كان يعصي الله بمعصيه ، أﻻ وهي شرب الدخان ، وكان دائما ابوه يزجره ،ويهدده ،وفي يوما من الأيام شم منه رائحة الدخان ، فقال لأمه :  أذهبي لزيارة أهلك ؛  ليستفرد فيه ، وعندما ذهبت الأم ، ناداه في غرفته ، وأغلق الباب ، وأخذ السلك ليجلده  .ويجلده  ، حتى من كثرت جلده تعب الأب  ، وسقط على الأرض ، وهنا فرصة للابن أن يذيقه ما ذاق  إن كان عاق ،  أو ينتقم بألفاظ ليبرد عنه ما ذاق ، ولكن  ما كان من هذا الابن البار -رغم أن السياط تؤلمه- لكنه حبى كالطفل على الأرض  من الالم لم يستطع المشي والوقوف، وخرج إلى المطبخ ليعصر عصير  الليمون  ويحليه،  ويأتي به لأبوه ويسقيه ، يا الله ، أبعد هذا البر تقولي عمل لي أبي ، وقالت لي امي، ويبدأ العقوق ،ويغلق بابا من الجنة ؛  ليفتح بدلا منه بابا من النار   ،نسأل الله أن يحرمنا جميعا عليها، ووالدينا ،وأزواجنا، وذرياتنا ،ومن له حقا علينا ،

🍀هل فاتك من البر شئ ،إذا  فأجعلي عمرك برا بقدر أنفاسك ، وما فاتك من البر فعوضيه ، وما أخطأت به فعدليه ،  فالعمر قصير، فأجعلي عمرك من البر بالحسنات طويل  .        

🍀ولكن لو كنت أراك،  وأنت تقرئي كلماتي ، لعصرت  من دموعك صفحاتي،  لأنك قد فقدتي من  أتحدث عنهم ،واشعلت  لك كل المشاعر بهم ، ولكن  كفكفي دموعك أيتها الحبيبة فهي غالية على ، حتى انا قد فقدت اغلى الناس لدي ، فالبر لا ينتهي ، بل يبقى البر الخالص ،  أجل الخالص ؛   لأن برك بدنياك قد يشوبها شوائب تقدح الإخلاص لأغراضا منه لدنيا ،كأن يدخل عليك الرياء ببرك ،  أو لتحصلي على غرض من الدنيا كسمعه مثلا  ليقال عنك انك ابنة  بارة ، أو ليحبك والديك أكثر من أخوتك ، أو لتنالين شئ لا يناله أخوتك ، فالبر بذلك هباء منثورا ،

لكن أن كانوا تحت الأرض ، وانت فوقه ، فهنا يأتي البر الخالص الذي لا تقصدين منه مصلحة منهم ، فماذا عساهم تحت الأرض يعطوك ؟  ولكن الأن تريدين من برك مرضاة لربك  ، ورفع منازل والديك ، اليس كذلك ؟   أنا لن اتكلم  ؛ حتى تكفكفي دموعك ،  هل أرتاح قلبك ؟ وتنفستي هواء صدرك ، إذا فاسمعي كلامي بقلبك .

🍀والديك عندما كانوا على الأرض،  لا يحبون بقلوبهم بعد الله ورسوله ووالديهم  غيرك  ، ولا يرون شئ بالكون اغلى منك ،  يجوعون لتشبعي  ،ويعطشون لتروي ، ويسهرون لتنامي ، ويتعبون لترتاحي  …اليس كذلك ؟

🍀فالآن وهم تحت الارض يأتي رد الجميل  لهم  وأنت فوق الأرض  فكيف ؟

🍁 تصدقي عنهم لتعطيهم ، كانوا يحبون الحسنات ؛  لأنها ستنفعهم بعد الممات ، ولكن كلما هموا أن يتصدقوا بريال … بألف كانوا يقولون ابنتي محتاجة هذا وولدي يريد هذا ، كانوا يقدمونك على حسناتهم ، فلا تبخلي الآن عنهم بريالتك ،  أحفري لهم بئرا فافضل الصدقة الماء ، أبني لهم مسجدا أو ساهمي به، يبني الله لهم بيتا بالجنة ، اكفلي لهم يتيما يكونوا مع رسول الله صلوات الله وسلامه عليه بالجنة، فوجوه الخير لهم لا تعد …  إذا ستتصدقين عنهم  اليس كذلك ؟  فكفكفي دموعك .

🍁استغفري عنهم ، كم  لهتهم الدنيا بك فاسرعوا في صلاتهم ليطعموك، أو يرضعوك ،ولم تلهج ألسنتهم بالذكر ليدرسوك، ويحادثوك ، فأكثري لهم من الاستغفار ، أتدرين ماذا يعطيهم استغفارك ؟  درجات بالجنة عندما يرونها يقولون : بماذا بلغنا تلك الدرجات فيقال لهم  : بأستغفار ولدك لك ، يا الله يا الله ، بعد هذا حتما ستلهجين لهم بالاستغفار ،اليس كذلك ؟  فكفكفي دموعك.

🍁حجي ، أو اعتمري عنهم، فوالله اعرف من الأمهات من ماتوا ولم يحجوا، تقول :  ولدي صغير ، بنتي مريضة  ، حتى فارقة الحياة ولم تحج ، أو أقعدها المرض ولم تحج ، ربك كريم يخرج من الحج الإنسان كيوم ولدته أمه من الذنواب ألا تتمنين أن يعيد ربك والديك كالاطفال ليس عليهم ذنوب ،  إذا انت الان على الأرض ، ووالديك ينتظرون منك تحت الأرض ،  اذا ستحجين وتعتمرين عنهم ، اليس كذلك ؟ فكفكفي دموعك .

🍁ادعي لهم ،   فهذا عامر بن عبدالله الزبير رضي الله عنهم يقول:  (مات أبي فما سألت الله حولا كاملا إلا العفو عنه )  وهذا الذي ليس لك عذرا فيه ، فقد لا يكون عندك المال لتتصدقي وتحجي، ولا كثرة الوقت لتلهجي لهم بالاستغفار فتكثري ، إذا لا عذر لك بالدعاء وهو أهمها وأفضلها ، فقد قال صلوات الله وسلامه عليه :  [ ولدا صالح يدعوا له ]  لأنك قد تدعين دعوه من قلبك بساعة أجابة ، بقلب مخلص بالله  ،محسن الظن به ، موقن بالخير الذي عنده ، بلحظة ذل وافتقار بين يديه ، ترجين من الكريم أن يجعلهم في الفردوس الأعلى ، فتخرج تلك الدعوات الى السماء  ؛ لتصل إلى رب الأرض والسماء  ،فيكتب والديك من سكان الفردوس الأعلى ،  يا الله ،  اهناك أفضل  ؟ أعظم  ، أجمل ،  من الفردوس الأعلى احبتي ، إذا ستدعين اليس كذلك ؟  فكفكفي دموعك .

🍁اسئل الله الذي لا يسأل غيره ، ولا يعطي أحدا كعطائه ، أن يجمعنا الكريم مع والدينا ، وذرياتنا، وازواجنا ، وأخوتنا ،ومن له حقا علينا من ارحامنا ، ومن أحببنا فيه واحبنا فيه، والمسلمين والمسلمات أجمعين ، في الفردوس الأعلى من الجنة ، ومن قراء كلماتي اﻵن ، وقال : آمين  أمين آمين آمين .

  ـــــــــــــــــــــــ

🍌حتى تبرين لتحصدين قد تتسألين ، ما هي ثمرة بري ؟ 🍌

ـــــــــــــــــــــــ

إنها ثمرات وليست ثمرة ، لعلى أذكر لك عودا من شجرة يصنع منها ألأعواد ،وأقطف لك ثمرة من حديقة زرع فيها ما لذا وطاب .

  💥يكفينا من ثمارها  ايتها الحبيبة أنهما طريقك للجنة . فقد قال رسولنا صلوات الله عليه وسلامه  في الحديث الذي رواه أبو هريرة :  [ رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف قيل من يا رسول الله؟ قال من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما ، أو كليهما فلم يدخل الجنة . ]   ( مسلم – أحمد ) وهذا من أعظم ثمرات البر أبعد الجنة شيئ أخيتي .

💥ويكفينا من ثمرها  أن برهما سبب لتفريج الهموم ، والكروب ،  أتذكري قصة أصحاب الغار الثلاثة الذي كان منهم البار بوالديه ففرج الله عنهم تلك الصخرة التي سجنتهم ، وعن الدنيا فصلتهم،   فأن كان الغم يسكن قلبك فدعوتا من ابيك وامك بعد الله قد تزيل همك ، وتبعد عنك ما اهمك واغمك ، وهذه ثمرة من ثمرات البر ، ومن منا  يعيش من غير  هم  وغم ، فنحن في دنيا لم تصفوا للرسل لتصفوا لنا  .

💥ويكفينا  من ثمرها ، أن برهم أحب وأفضل الأعمال إلى الله  فعن ابن مسعود انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم : [ أي العمل أحب إلى الله تعالى قال :  الصلاة على وقتها، قلت : ثم أي، قال: بر الوالدين ، قلت : ثم أي ،قال: الجهاد في سبيل الله . ] رواه البخاري ومسلم.

إذا فإن أردتي أن تصلي إلى حب الله لك ،فأغرقي ابويك بحبك ،وحنانك ، واحترامك،ومن وقتك اقتطعي منه لحاجتهم ، ومن راحتك خذي منه لراحتهم ،واستشعري انك تتقربين بحبهم ليحبك الله ، فهل أغلى من حب الله ثمرة ؟

💥ويكفينا من ثمرها أنهم سبب لرضى الله   ،  كما قال رسولنا : في حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ رضى الله برضى الوالدين وسخط الله بسخط الوالدين ] رواه ابن حبان   وصححه

فمن منا لا يسعى لرضاه ؛ وهل تركنا ما نحب لما يحب إلا للننال رضاه ، فلو أرضيناه لا يهمنا من سخط لأنه سيرضيهم عنا برضاه ، أليس رضى الله ثمرة ؟  فأقطفيها وستتلذذين بها في دنياك ، وتذوقين حلاوتها في أخراك  .

                 ــــــــــــــــــ

          🍒 سؤال يطرح نفسه ، كيف أكون بنتا باره  ؟ 🍒

                 ــــــــــــــــــــــ

هل تريدين البر لتقطفين تلك الثمر  ؟ أبشري أيتها الحبيبة  .

أسئل الله أن يبلغك ما أردتي ، وتنالين ببرك منازل بالجنة بما فعلتي ، وانا وأثقة أنك للخير قصدتِ .  وسيعطيك الكريم كل ما سألتِ ،فما عليك إلا أن تتحلين الأن بما قرأتِ.

………..

 أولا :🌾 لا تتركين الدعاء لهم في صلاتك ،  وفي أوقات الإجابة ، فهم لم يذكرهم أحد بالدعاء لك فقلوبهم لك دائما مرفوعة  .

🌾 ثانيا🌾 أجعلى تقبيل أيديهما، ورجليهما ،وقدميهما ، اول ما تبدئين به نهارك ، وأخر ما تختمين به ليلك ، وتذكري حديث رسولنا صلوات الله عليه وسلامه [ إلزام رجلها فثم الجنة ] .

🌾ثالثا 🌾 إن دخلتِ في مجلس فلا تبدئين أحدا بالسلام قبلهم ، فهم أولى وأحق بالسلام من غيرهم ، فهذا يشعرهم انهم هم الأهم .

🌾 رابعا 🌾 شاوري ابويك بما يخصك ، وأطلبي منهم النصح وطبقيها، فوالله ليس على وجه الأرض من يريد لك الخير أكثر من نفسه مثلهم .

🌾 خامسا 🌾إنسبي كل نجاح  في حياتك لهم بعد فضل الله ، فهذا يشعرهم بالفخر والسعادة .

🌾 سادسا 🌾 أكثري من مدحهم وهم يسمعون،  أو لا يسمعون ، فهذا يشعرهم أنك ترينهم أفضل أبوين ، أحن أبوين ، فيحسون أن جهدهم ، وسهرهم ، وتعبهم عليك لم يضع ، فأنت التجارة الرابحة لهم ، والولد الصالح الذي سيدعو لهم .

🌾 سابعا 🌾أجعليهما أول من يعلم بخبر أفرحك ؛  حتى يشعرون أنهم ما زالوا أهم من في قلبك  ،وأحب ما فيه ، ولا تخبريهم بما أحزنك ، فقلبيهما يحزن عليك أكثر منك .

🌾 ثامنا 🌾 تفقدي أحوالهما، وصحتهما ،وأشعريهم أنك تتألمين لألمهما، وتفرحين  لفرحهما ، فهذا يشعرهم منك بالحنان .

🌾تاسعا 🌾 تذكري أنك لم تكبري حتى هرموا ، ولم تقوى عظامك إلا بعد أن ضعفت عظامهم ، فدلكي تلك العظام التي تعبت ،والظهر الذي تقوس من أجلك ، وفي خدمتك .

🌾 10-عاشرا 🌾 لا تقاطعينهم ، ولا تنتقدينهم ، ولا تخطئينهم عند أحد ،مهما كانوا على خطأ ، فأنت لا تصححين بنظرك الخطأ ، لأنك تكونين قد قللتِ من شأنهم عند الغير ، وهذا أكبر خطأ .

🌾الحادي عشر🌾إذا كنتِ تريدين توجيههم ،ونصحهم ، فاختاري من الكلمات ألينها، ومن العبارات أخضعها ،وتذكري أنك ستحاسبين على كلمة ( اف ) .

🌾 الثاني عشر🌾 أظهري الاهتمام بهما ،وأشعريهما أنهما أهم من كل شئ ،وأغلى من كل شئ ، وأحب من أي شئ بعد الله لقلبك ، فهذا يشعرهم أن حبهم لك لم يضع .      

🌾الثالث عشر 🌾إجعل من جوارحك، ومشاعرك إذنا تسمعهما ،وقلبا يحتضنهما ،  فإذا فرحا أشعريهم أنك لفرحهما تفرحين ، وإن حزنوا أشعر يهم أنك أكثر منهم تتألمين .      

🌾الرابع عشر 🌾أنتقي الكلمات التي تفرحهم ، والتي تذكرهم بمواقف بصغرك أضحكتهم ؛ لتجعلي الماضي كالحاضر لديهم ، ويتجدد في قلوبهم السعاده بأنك ما زلت تتذكرين ، وماضيك معهم بالسعادة تذكرين .    

🌾الخامس عشر 🌾أجعلى من قلبك وعاء يضعوا فيه همومهم ، وأرفعي الكف أمامهم ، وأسمعيهم دعائك لهم لرب كريم قدير ، وبالاجابة جدير ، وبشريهم دوما بأن فرج الله قريب .      

  🌾السادس عشر 🌾إذا توظفتِ فأجعلي أول راتب لهم ، يجعل الله البركة في باقي رواتبك ، وأقتطعي بعد ذلك مبلغ منه تضعينه في حسابهم ، فهذا يشعرهم أن المال مالهم ،وأنت ومالك بعد الله لهم .                                 

🌾السابع عشر 🌾أقترحي على أخوتك أن يستقطعوا من أموالهم ولو القليل ؛ ليجمع شهريا لصدقة جارية لهم ، تزيد من حسناتهم ، وتفرح قلوبهم أحياء ، وتنفعهم بعد الممات .                                                             

🌾الثامن عشر 🌾إذا تزوجتِ لا تجعليهم هوامش لحياتك ، أو يكونوا بنك تضعي فيه مشكلاتك،  بل عامليهم برحمة ومحبة ومعزة كأول ولدا تنجبينه .

🌾التاسع عشر 🌾أشعري زوجك أن أجمل هدية يقدمها لك زيارتك لوالديك ، حتى يتعود أنهم أغلى ما لديك .                                           

🌾العشرون 🌾أذا كان يوم جمعتكم انت واخوتك عندهم فلا تنسوا أنكم أجتمعتم من أجلهما ،وليس للحديث بينكما وتركهما ، وحاولوا أن يلتزموا أبنائكم بالأدب ،ولا الصراخ بغير سبب ، ولا يجعلون البيت لهم ملاهي، فهم تعودوا على الهدوا بعد أن تزوجتوا، فلا تجعلوا الزيارة لهم من البر إلى العقوق                                                                                                    

🌾21-الحادي والعشرون 🌾أجمعي إخوتك على الحب ، وإن كان هناك خلاف بينكم فحلوه بحب،  وإن لم تستطيعوا فتذكر وا أن قلوبهم بخلاف  أحرقتوها، وعقوقكم بذلك قد ظهر فيها.                                                              

🌾22-الثاني والعشرون 🌾حاولي أن تخصصي يوم ولو منه ساعة لزيارتهم ، والجلوس معهم وحدك من غير أبنائك ؛  لتسمعي لهم ، وتأنسي بهم ، ويأنسوأ بك ، ويشعرون أنهم الأهم في حياتك .                             

🌾23-الثالث والعشرون🌾إذا كان ابويك أحدهم أو كلاهما كبروا ،ولم يستطيعوا خدمة أنفسهم ، فتعاونوا جميعا على خدمتهم، فتوزيع زيارتكم لهم على أيام الأسبوع، فمن تستطيع ظروفها النوم عندهم تنام ، ومن تستطيع تخدمهم بالنهار، ومن تستطيع الليل وهكذا ،فهم لم يتركونكم وأنتم بحاجتهم فلا تتركوهم وهم بحاجتكم ..                                                                    

🌾24-الرابع والعشرون🌾لا تبخلي عليهم بالهدية، فهي تفرح الصغير فكيف بمن كان حياتهم كلها لكم هديهثة، تلمسي أحتياجهم لتفرحيهم بها، وتدخلين السرور على قلبيهما، فلا تدري بما يفرحك ربيهما.                                              

🌾25-الخامس والعشرون🌾 حدد مكافئة لأولادك شهريا، تهدينها لأكثر واحد أدخل السرور على قلب والديك، وأسرع واحد يقوم بمساعدتهما ، وأكثر واحد حرص على على عدم أزعاجهما ،وأكثر واحد ساعدك ببرهما .،   


    ***********************                            

  🌴بقي سؤال بقلبي وقلبك مهم ، كيف أجعل أبنائي يبرون بي ؟ 🌴 

   ***************************

🏁أيتها الام الغالية ، أنت تخرجين بذرة من أحشائك ، وليست شجرة مثمرة من أعضائك ، فأذا زُرعت بتربية صالحة ، وسُقيت بماء الحب والشفقة ، ورعت بالحنان والرحمة ، وأستنشقت هواء نقيا من القرآن والسنة ، خرجت شجرة يانعة مثمرة ، تقطفين من ثمار البر منها ما شئتي ، والعكس صحيح ، فاختاري طبيعة ما تزرعين ، حتى تتلذذين وانت تأكلين ،

وهذا لا يأتي بيوم أو شهر ،أو سنة ، فالبر لا يزرع اليوم ويصبح شجرة مثمرة في اليوم التالي ، بل يحتاج لسنوات من الرعاية والتعب ، فتحلي بالصبر والاحتساب، وارفعي الاكف لرب السماء ، وتأتي الرياح بما تشتهي السفن بإذن الله .

*************

🏁هل تاقة نفسك للجواب اذا سأذكرك بالسؤال  ( كيف أجعل أبنائي يبرون بي ؟)   

**************

فعلا مهم

🍄أولاوأخرا وقبل الأخير الدعااااااااء ، فليس أعظم من الدعاء وسيلة ؛  لأنك ستدعين من يملك قلوبهم فيحبونك بها ليبروك  ،  ويملك جوارحهم  فيحركها  لهم ليسعدوك  ،  ومن كل فعلا وعملا للبر يتسابقون لك ليرضوك ،  فأجعلي الدعاء  سلاحا لك تحاربي فيها الفتن التي بالأجهزة هي التي تربيهم ، وتبعدهم عن الله فتضحك عليهم بقولها تسليهم ، والشيطان يجد الفرصة وبوسوسته يناديهم  ،  فإن كان معك السلاح بالدعاء حتما الله سينجيهم ، ولبرك سيهديهم  .

🍄ثانيا :كوني قدوة لهم ببرك ، لا تقولي بروا بيافعلوا كذا وكذا ، بل أجعليهم يرون كيف تبرين ليبروا ،وكيف انت تفعلين ليفعلوا، فالبر ليس بالكلام ، وأنما أعين ترى لتقلده بالفعل، وليس فقط بتحريك اللسان ، 

 فأبناء أحمد  القطان – أتذكر ين قصتهم –  عندما بروا به فهم شاهدوا أباهم كيف يبر، ولو لم يشاهدو فقد سمعوا ،وإن لم يسمعوا، فأنهم رأو بره بدمعاته وكلماته وتصرفاته ، أذا كوني قدوة ببرك  ،فالثمرة تقطف من الشجرة ، فكوني شجره مثمرة بالبر، حتى يتعلموا أبنائك فن القطف وانت وهم يذوقون حلاوته في الدنيا والاخرة بإذن الله .

🍄ثالثااحفظي قاعدة بقلبك ، وأرسميها بعقلك ،  وأجعلى جوارحك كلها تطبقها ، ومستعينة بتدبير  ربك ،ومسلمهة  له كل أمرك ، ألا وهي ( بري فيهم صغار يبرون فيك كبار ) . 

(بري فيهم صغار )  بمعنى أنهم عندما كانوا صغار هم ضعفاء ،وأنت القوية، أليس كذلك ؟ تستطيعين زجرهم، ضربهم،  وهم لا حول لهم  ولا قوة في القضية،  هنا بري بهم أرحميهم، حبيهم ، حني عليهم ، لأن الصغير يوما ما سيكبر ، ويصبح هو القوي ، وانت ستهرمين وتصبحين الضعيفة ، فإن كنت بريتي بهم صغار  سيبرون بك كبار ، وإن كنت من العاقين بهم  صغار سيعقون بك كبار ،  إلا من فتح الله على قلبه بالبر ، فعرف واجبه نحوك  ؛ لأنه يرجي ما عند الله وليس من حب ، هناك من كانت أمه تقسو عليه بضربة فلما كبر كسر يدها  ، نسأل الله السلامه ، لذلك عينيهم على برك بحسن تربيتك ، وأظهار  لهم صدق محبتك  ، لا تحرصين على اكلهم ، شربهم ،ترفيههم، بقدر  ما تحرصين على دينهم وحبهم ، أكليهم بحب ، وشربيهم بحب ، والبسيهم بحب ،  غدا والله سيعطونك الحب ،  هل فهمتي القاعدهة   (بري فيهم صغار يبرون فيك كبار ) .

لا تقولين عندما يصبحون آباء سيعرفون قدر حبي لهم فيحبوني،   أجل سيعلمون ، ولكن من الصعب أن يطبقون  ، لأن أيديهم لم تتعود أن تلمسك بحنان ، ولا صدورهم تعودت أن يعانقونك بأحتضان  ، تعودت على الجفوة ، حتى لو كان في القلب حب وحنان  ،  عندها لا تقولي لهم أنظروا إلى أبناء هذه وتلك،  كيف يعاملونها ويستقبلونها أبنائها ؟  ولكن قولي لنفسك كيف هي ربتهم ، وعاملتهم ،وحبتهم ، أنا أم ولا أشك بحبك لهم لأنك أم ،   حبك لهم فطرة من الله لهم بقلبك ،  حب ليس فيه شك،  ولا مجاملة ،وقد تكون قسوتك عليهم لقسوة ظروفك ، إما لمرض ،أو قسوة الحياة عليك ،أو أضطهااد زوجك الظالم عليك ،  فيكون أطفالك هم المنفس لظروفك ، ولكن تذكري أنهم  مثلك ليس لهم بهذه الضروف ذنب  .

هل تريدين أن أضرب لك أمثلة  ،كيف تبرين بهم صغارا ليبرون بك كبارا ؟  أذا أعطني عقلك وفكرك                                                                              

 فمثلا إذا مرضت أبنتك أنت ستعطينها الدواء، وتضعين على رأسها الكمادة وستشعر بأحساسك بها، وتعبك من أجل راحتها  ، إذا لما لا تهمسين بإذنها كلمات تبقى بقلبها وذهنها فتقولين :  ( أنا يا بنتي أمك أحبك يوم مرضتي حنيت عليك  عشان إذا مرضت تحنين على )  رسائل تعينيهم فيها على البر لصالحك ، وصالحهم ، فهذه أوسط أبواب الجنة .        

 🌵والعكس لا تعينينهم على العقوق ، وتدربينهم  عليه ،🌵    

فمثلا إذا مرضت لم تشعرينها بالحب والحنان ، وأكتفيتي بأعطائها الدواء،  والتعنيف بقولك : لها ( لو أنك لم تعملي كذا وكذا لما أصابك كذا وكذا …..)  فهي بذلك لم تشعر بدفء مشاعرك وحبك ، بمعنى أنها لم تشعر بحنان يديك على رأسها وجسدها ، ولم تسمع أذنيها دعائك لها ، ولم ترى عينها خوفك وحزنك عليها،  فهل تنتظر منها أن تعطيك مالم تأخذه منك ؟ في حالة مرضك وعجزك ،   هل تريدين مثالا اخر  ؟                                                                  

☔فمثلا لو قدمتِ لها طبخة تحبها وتلذذت فيها  لا بأس ان تقولي لها:  (عجبتك لو دخلتِ قلبي لوجدتيه يطير بفرحتي وأنت تأكلين  ،لم أعد أشعر بالتعب في أعداده، انتِ ابنتي أحبك أكلتك وانت جوعانة، بكرة تأكليني وأنا جوعانة) كلمات تقال ، ولكنها ترسخ، وتجعلي لها طريق تسير فيه ببرك ، عوديها فن الأخذ حتى تستمتعي منها بفن العطاء ، ولا تحرميها أوسط أبواب الجنة.                                                                                             

 هل فهمتي رسالتي  ؟  ( بري فيهم صغار يبرون فيك كبار )

فهذا مااريد ،  وما أريده  كذلك أن لا يدخل اليأس على قلبك ،وتبدئين تندبين حظك في تربيتك ،  فما فات أنتهى وفات ،  وتفائلي فكثير من الأمهات التي لم تعطي ما أعطت غيرها ، وهبها الله أبناء بارين بها ، ألا ترين ذلك بأم عينك، لأن البر رزق يرزقه الله لمن يشاء ، وهبه يهبها الله لمن يشاء ، وكل شئ بالدنيا يأتي بالدعاء ، فما عليك إذا  ، إلا أن ترفعي اكفك وقلبك لرب الأرض والسماء ، أن يدخل أبنائك من أوسط أبواب الجنة ببرهم بك ، ويدخلك من أوسط أبواب الجنة ببرك بوالديك ، وفي الجنان تلتقون بفضل من الله المنان .

💪إن كان وصلت كلماتي إلى قلبك، فلا تبخلي علي بالدعاء ، فأنا لم اكتب كلماتي إليك الا محبة لك  لا جفاء ،  وخوفا عليك  من درك الشقاء ، فأنا أم  ،وكنت قبل ذلك بنت ، فما أحبت مني أمي لك كتبته ، وما أحببت انا من أبنتي لك سطرته ،  فما تستطيعي منه أعملي، وما لم تستطيعي فاستعيني بالله عليه ولا تعجزي  ،  فالمشروع كبير ، والأجر فيه عظيم،   لاوسط أبواب الجنة ،يا الله ياالله،أبعد الجنة في الدنيا شيئ ؟  وهذا الباب  لا تحصلين عليه ألا عندما تملكين رصيدا في بنك الاخرة  وليس من بنوك الدنيا ولو كانت الارض كلها لك رصيد ؛ لان أرصدت الدنيا تبقى فيها وستحاسبين عليها   ، وارصدت الاخرة تسبقك اليها وستفرحين بها  ،  فكيف لو كان رصيدك البر ، وسيجازيك به رب البشر ،

فلا تنسيني حبيبتي  من الدعاء فوالله لا اريد غيره بقلبك لي رصيد، فاجعليه دائما لي بريد ، وسنلتقي يوما بالجنة من فضله من جديد ،

💕اسئل الله لمن دعت لي وأنا فوق الأرض أو تحته ، أن أراها هي وابنائها ووالديها، وانا وأبنائي ووالدي، عند أوسط أبواب الجنة، وأخواننا، وأخواتنا، وأزواجنا، ومن له حق علينا ،والمسلمين والمسلمات ، أجمعين    

              اللهم آمين آمين آمين  .

تمت وبحمد الله  ، اسئل الله أن يجعلها لي ولكم لله خالصة ، وأن يسكننا بتلك الكلمات الجنات الواسعة.



اختكم : وفاء المناور

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

( فمن عفا وأصلح فأجره على الله )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… بسم الله الرحمن الرحيم   💥 المقدمه 💥        ———–   يا مَن تقرأون كلماتي : ليس والله تلك الكلمات كلمات ، ولكن حروفا خرجت من قلبي لقلوب من يقرأها   ، فتصل إليكم محملة بالحب لكم   ، والخوف   عليكم   ، لا أريد منها إلا أن يجمعني الله بكم في فردوسه الأعلى ، سقفنا عرش الرحمن   … يا الله يا الله يا الله !   على جمال ذلك المكان الذي تاقت له الأنفس ،   وشمرت له القلوب قبل الأعين ، ودعت به الجوارح والألسن .   قبل أن يتكلم معكم قلبي ،   تذكروا أن الله خلقنا في هذه الدنيا لأمرين:   👇   ❶ الأول :   أن نعبده ولا نشرك به شيئ . قال تعالى { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } الذاريات ايه 56. ❷ الثاني : أن نعمر الأرض التي خلقنا الله   فيها   حتى نلقاه   . قال تعالى { هو انشأكم من الأرض واستعمركم فيها } هود أيه 61.   عمّرنا والله   الدور ، وبنينا تلك القصور ،   ولكن البعض   منا هدم العلاقات في تلك الدور   ،    أليس واقعنا يحكي ذلك ؟!