التخطي إلى المحتوى الرئيسي

( فمن عفا وأصلح فأجره على الله )













السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…

بسم الله الرحمن الرحيم

 💥المقدمه 💥       ———–



 يا مَن تقرأون كلماتي :

ليس والله تلك الكلمات كلمات ، ولكن حروفا خرجت من قلبي لقلوب من يقرأها  ، فتصل إليكم محملة بالحب لكم  ، والخوف  عليكم  ، لا أريد منها إلا أن يجمعني الله بكم في فردوسه الأعلى ، سقفنا عرش الرحمن 

يا الله يا الله يا الله !  على جمال ذلك المكان الذي تاقت له الأنفس ،  وشمرت له القلوب قبل الأعين ، ودعت به الجوارح والألسن .

 قبل أن يتكلم معكم قلبي ،  تذكروا أن الله خلقنا في هذه الدنيا لأمرين: 

👇

 الأول:  أن نعبده ولا نشرك به شيئ . قال تعالى { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } الذاريات ايه 56.

الثاني: أن نعمر الأرض التي خلقنا الله  فيها  حتى نلقاه  .

قال تعالى { هو انشأكم من الأرض واستعمركم فيها } هود أيه 61.

 عمّرنا والله  الدور ، وبنينا تلك القصور ،  ولكن البعض  منا هدم العلاقات في تلك الدور  ،   أليس واقعنا يحكي ذلك ؟!

وظهرت حكم وقواعد وقوانين شيطانية ما انزل الله بها من سلطان  ( الأقارب عقارب ) أما سمعت أسماعكم تلك العبارات ؟!   فوالله الأقارب قوارب للنجاة في هذه الحياة بعد الله  ، ولكن ما الذي تغير في مفهومها  ، حتى أصبحنا نسمع تلك العبارات وغيرها

الذي تغير بالفعل :  هو العلاقات بين  بعض الأقارب لم يعد فيها تلك الرحمة ، والمحبة،  والود ، والتسامح  ، والتغافل  ، ونسينا ان الأخلاق نصف الطريق إلى الجنة  ، والتقوى النصف الآخر .

أين ابتعدت عنا الرحمة والمحبة   التي كانت بين سابع جار ؟!  ، بل القرية بأكملها ،  فضلا عن من لهم صلة القرابة والأرحام ،  تلك الرحم التي تعلقت بعرش الرحمن فقال لها : اترضين أن أصل من وصلك ، واقطع من قطعك .

تقطعت تلك الارحام التي وعدها الله  بقال وقلنا ، وفعلت وفعلنا . اليس كذلك ؟!

ألا نخشى أن يقطعنا الله أن قطعناها !  أين قلوبنا ؟ أين عقولنا ؟  إلا نعي أننا لو قطعنا اخ فهناك قد يكون لنا أخ آخر نصله  ، أو قطعنا أخت فقد يكون هناك أخت أخرى نصلها ،  ولكن ان قطعنا الله : هل لنا اله غيره يصلنا؟!  لنرفع يدانا وقلوبنا له : بهمومنا  ، وغمومنا  ، وامراضنا  ، وحوائجنا  .

 لماذا نجعل من كلمات في لحظة غضب من أحدنا تُبعدنا ؟!  وفعلا عابرا من غير قصد نجعلها سكين حده الشيطان لنا ليقطعنا  ؟!

 من القصص احبتي   التي ادمت قلبي، وملئت حبر قلمي ؛  ليكتب فتقرأون ، ويصور فتشاهدون ، وتفكرون بهدفي من كتابتي لكم ؛ لتعيدوا بها الحسابات ، وتتداركوا من خلالها السجلات ،   فتعرفون حبي لكم في البدايات  ، قبل أن تصلوا أحبتي بقلوبكم معي إلى النهايات  .

 اختان عاشتا مع بعض  ،كبرتا مع بعض  ، اكلتا ، وشربتا،  ونامتا، وتزوجتا ، وانجبتا مع بعض ،  كبروا أبنائهما مع بعض ، ابنة تلك كان لها خلاف مع ابنة الأخرى  ، أصبحوا الأخوات مع اختهم على خالتهم ، وبعد فترة انضمت الأم مع بناتها على أختها ،  يا الله يا الله  !  بعد سنة بل سنوات تقطت بينهم في تلك الفترة كل العلاقات ، وفي يوم لم تحسب فيه تلك الأخت الحسابات ،  ماتت أختها ،  فاستيقظت من حلم خبطها به شياطين الإنس من بناتها ، وشياطين الجان التي تحيط بنا في حياتنا ….فاستيقظت تقول أختي حبيبتي عشت معها ، ضحكت ولعبت وفرحت معها ، وكما ابعدها الشيطان عنها وهي في الدنيا ، أحزنها عليها بعد أن غادرت تلك  الاخت الدنيا ….ولكن هذه خطواته….. لماذا نسير خلفه وقد حذرنا خالقنا منه ؟!  ولماذا نتبعه فنخسر الدنيا والاخرة معه  ونبلغه بنا ما أراد  ؟!

اليس الشيطان الد أعدائنا ؟! ويسعى للتفريق بيننا ،  كما في الحديث الذي اخرجه مسلم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم   :[ إن الشيطان آيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ،ولكن في التحريش بينهم  ] فلماذا نسير خلفه و نتبع خطواته ؟! 

 فوالله هذا ما دفعني للحديث من قلبي لقلوبكم  ؛ حتى نتدارك ما فاتنا ، ونصحح قبل أن نندم أوضاعنا وعلاقاتنا مع ارحامنا ؛ فإن كنا على صلة مغلفة بالحب والرحمة والود معهم  ؛ فلنحمد الله ، ونسقيها بماء عذب حتى نرويها ، وثمارها نقطفها بالدنيا ؛  صلة الله بنا ورضاه عنا . وفي الاخرة الفوز بالجنة وقصورها وانهارها 

وان كانت صلتنا بهم مغلفة بالشوك ؛ فوالله ستُدمى ليس أيدينا بل قلوبنا عندما نقطفها في دنيانا وأخرانا ويقول لنا الشيطان : كما أخبرنا ربنا { إلا إن  دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم }  ابراهيم ايه 22

 لذلك امنحوني أحبتي  ليس اعينكم لتقرأوا كلماتي ، بل قلوبكم وعقولكم لتلمسوا حبي لكم  وخوفي عليكم في عباراتي .

ونبدل تلك القوانين الشيطانية التي قطعت الأرحام  منها : ( الأقارب عقارب )   و ( قالت لي بقولها )  بقوانين إلهية  قال تعالى : { ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبرا وما يلقاها إلا ذو حظا عظيم * وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم } فصلت ايه 34 -36 .

 فالله يقول لنا : ( ادفع بالتي هي أحسن  )  فكلمة ادفع معناه أن نبدل السيئة بالحسنة ،  وهذا امر ثقيل على النفس ؛ يحتاج إلى القوه لنفعلها  لماذا ثقيل على النفس ؟  لأن النفس تحب الانتقام : (قالت لي بقولها )، (عملت بي سأرد عليها اضعافها)   

فيقول لي ربي وربك  :لا تنتقم ، لا تقابل السيئة بالسيئة ، وخالف نفسك الإمارة بالسوء ، والشيطان الذي يزين لك ذلك السوء  { بالتي هي أحسن }  أحسن من صيغ المبالغة على وزن أفعل .

صفية زوجة خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم أمي وامكم رضي الله عنها،  جاء اليها يوما من الأيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لها :

يا ام المؤمنين  هل أنت ولائك لليهود وتعظمين يوم السبت على سائر الأيام ؟

قالت قد كنت كذلك قبل الإسلام يا عمر ؛ ولكني الآن مسلمة وكانت صفية رضوان الله عليها معروفة بالعبادة    من قال لك ذلك  يا عمر :

قال : جاريتك  فنادت الجارية فقالت لها:   انت قلتي عني كذا وكذا .

قالت : نعم ،

قالت لها : ما الذي دعاك لذلك ؟ قالت : نزغ الشيطان بيني وبينك  الشيطان استطاع  على الجارية فقالت ما قالت  ولكن أم المؤمنين لم تبلغ الشيطان أن ينزغ بينها وبين جاريتها .

قالت لها : أذهبي فأنت حره لوجه الله .

يا الله ! يا الله !  { ادفع بالتي هي أحسن   }  فأذا دفعنا بالتي هي أحسن ما هي النتيجة ، وما هي الفائدة  ؟ النتيجة في قوله تعالى : { فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم } .

> فجاءت كلمة (عداوة) نكرة ؛تعني أي عداوة  من : قول ،أو فعل، أو موقف  ،  فإذ دفعتها بالحسنة يصبح بينك وبين من عاداك وعاديته  ولاية حميمة .

 قد يقول لي  قائل : عملت ،وفعلت، وفعلت بالحسنى ، ولم يثمر عملي وفعلي معه ؛

أقول له : ومن أصدق من الله قيلا ،يقول لك ربك : يصبح ولي حميم اذاُ سيصبح ولي حميم .

 ولكن ، اذا دفعت بالتي هي أحسن ولم يصبح من بينك وبينه عداوة ولي حميم ؛ ارجع لنيتك فقد تكون عند دفعك لم ترد  به وجه الله ، بل ابتغيت به  دنيا ليقال عنك  مثلا : ( ما شاء الله على فلان أو فلانه قيل لها كذا وكذا وردت  بخلق بكذا وكذا  ) وقد قيل ؛  هنا أخذت اجرك بمدحهم عنك كما اردت انك على خلق   ،  أو لأنك لم تستطع اصلا  لضعفك أن تدفع بالسيئة   وفي كلا الحالتين ، لم تخلص النية لتنال من الله العطية ؛ وهي أن يكون عدوك ولي حميم .

 لو دخلت قلوبكم بعد تلك الكلمات ؛ لسمعتها تصرخ وتقول أريد ما عند الله، وأحب الله ؛ ولكن لا استطيع ان ادفع السيئة بالحسنة، والشيطان يثقلها على  …فاقول : أن اخلصت النية أعطاك الله الحل ؛ لتستطيع ويعينك هو لتستطيع ،   أما قرأت قوله تعالى في نهاية الآيات { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ } الحل { فاستعذ بالله }

استعن بالله عليه ، ولا تشتري حظ النفس ، والهوى، ورغبة الشيطان ؛ بغضب الرحمن ، وفوات الجنان ، وما يثقل الميزان .

 فها هو رسولنا صلوات الله وسلامه عليه يضرب لنا أعظم  المثل بالدفع بالتي هي أحسن،  وليس بغريب عن من كان خلقه القرآن .  

 ففي غزوة ذات الرقاع وبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم مضجع تحت ظل شجرة ، معلق سيفه عليها ؛ فأنسل أعرابي وأخذ السيف واشهره على رسول الله  ﷺ وهو يقول :  والكفر والكره بنبرة صوته ، والحقد والغل عليه يملأ قلبه   ( من يمنعك مني  الآن يامحمد ؟ )

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  (الله).

فأعادها عليه  (من يمنعك مني يا محمد ؟  ) .

قال رسولنا   : ( الله )

– يا الله عندما يكون الله في قلب المؤمن أن كان مريض فالله الشافي بقلبه ، وان كان مهموم فمن يجيب المضطر بقلبه ، وان كان مذنب فالتواب بقلبه –

فارتجف الأعرابي ، وسقط السيف من يده  ،واخذه الرسول صلوات الله عليه وسلامه وقال له : من يعصمك مني الآن ؟  قال الأعرابي : لا أحد فجاء الصحابه وقالوا : دعنا نقتله يا رسول الله ، فقال من أرسله الله رحمة للأمة  : لا ، وخلى سبيله، فالتفت الأعرابي لرسول الله وقال : انت خير مني يا محمد لن اقاتلك بعد اليوم ،ولن أعين على قتالك؛ فأسلم وذهب لقومه يدعوهم إلى الإسلام، ومن كان يريد قتله يلقنهم أن يشهدوا انه رسول الله

 يا الله يا الله  ! هل استشعر قلبك الآن قوله تعالى  { ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم }



💡إضاءة على الاية:

( ادفع بالتي هي أحسن)

من خلالها ؛ يربي الإنسان نفسه على التواضع ومن تواضع  لله رفعه الله ، وهان عليه الدفع بالحسنة ، وفعلها وهو متلذذ بها، مستحليا لأجرها .

 يا الله على جمال كلام الله لنا إن تدبرناه ، وفهمناه، فكيف لو طبقناه ، وحتى نطبق ؛

دعونا نكمل الآيات التي يقول لنا ربنا:  أن الدفع بالتي هي أحسن ولكن  لن يستطيعها أي أحد  { وما يلقاها إلا الذين صبروا } لا يستطيعها إلا الذين من الله عليهم بالصبر ، فلماذا لا نتعلم إذاً  الصبر ؟!

فإذا اعتدنا على الصبر ؛ سنصبر على همومنا، وغمومنا ،وامراضنا، فنصبر بالدنيا على الأقدار؛ لنعيش بالآخرة في الأنهار .



 هل تريد أن تتعلم كيف تصبر ؟  أعطني قلبك وعقلك؛ لاني لا استطيع ان اصل بكلماتي لسمعك .

 أحد السلف كان عنده عبد  فيناديه : مره ،ومره، ومره ، ومرات؛ ولم يجيبه فلما جاءه قال له : ألا تسمعني ! قال العبد  : بلى ، قال السيد له : فلماذا لم تأتي إذاً ، قال العبد : آمنت حلمك – بمعني أنني اعرف انك لن تغضب من عدم ردي ولن تؤذيني –

فقال من عنده : لما لا تبيعه ،وتتلخص منه؛ فالعبد لكي يريحك وهذا عندك كي يتعبك ويميتك ؛فتخلص منه قال : لا ، انا ابقيه عندي لكي اتعلم عليه الصبر .

 يا الله يا الله ! فقه معنى الصبر ؛ فجعلوا من الأسباب التي لا يطاق الصبر عليها  سبب ليتعلموا الصبر منها .

 فلماذا اذا لا نصبر على من يؤذينا؛ لنتعلم الصبر منه ، ونتعود على مرارته في الدنيا؛ لنذوق حلاوته بالآخرة .

 ولكن هذا ليس بالامر السهل ،ولن يكون لأي أحد ،  كما قال تعالى { وما يلقاها إلا ذو حظا عظيم }

 الحظ العظيم في مفهوم البشر يختلف ؛ ولكن على اختلافهم فهم على قسمين في نظرتهم للحظ العظيم .

  القسم الأول : أهل الدنيا

القسم الثاني: أهل الاخرة.

 وكلا القسمين ، ذكر الله لنا نظرتهم في قصة قارون الذي وهبه الله من الكنوز ما أن مفاتيح تلك الكنوز يحملها مجموعة من البشر ، فكيف يكون عظمة ما عنده ؟!

 فاعطني قلبك، وعقلك ؛ لنتعرف كيف وصف الله نظرة خلقه لفتن الدنيا .

🌵نظرة أهل الدنيا للحظ العظيم في قصة قارون

  قال تعالى : { قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون انه لذو حظ عظيم  } القصص ايه 79

> هذه نظرة أهل الدنيا للدنيا  غفلوا أن كل ما يحبونه ويجمعونه فيها يتركونه فوق الأرض ويكونون هم وحدهم تحت الأرض ويحاسبون عليه كله يوم العرض .

 🌴 أما نظرة أهل الاخرة للحظ العظيم في قصة قارون .

قال تعالى : { قال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون}  القصص اية 80 .

🌹 نظرة أهل الاخرة للحظ العظيم الذي يمشي على وجه الأرض والله  راضي عنه، أليس كذلك ؟!.

🌹نظرة أهل الاخرة للحظ العظيم الذي يمشي في الدنيا وقلبه سليم ليس فيه إلا الله ، أليس كذلك ؟!

🌹نظرة أهل الاخرة للحظ العظيم الذي يكون في الدنيا وربي كاتب اسمه من سكان الفردوس الأعلى ،أليس كذلك ؟!

 هذا وربي، الذي حظه عظيم في الدنيا والاخرة . 

 فإذا أردنا أن يكون  لنا حظ عظيم ؛ فلنجعل لنا هدف عظيم .

وهل هناك أعظم من الفردوس الأعلى نجعله هدفا لنا أحبتي ؟!

 فمن ليس له هدف في الدنيا  سيضيع فيها ،ومن له هدف ويتمنى أن يصل إليه ؛ فلن يصل بالتمني حتى يمشي متجها إليه؛

✋ساضرب مثلا ، لتصل الفكرة، ونصل بعون الله للقمة

 (مثلا :  أنا أتمنى أن أذهب لمكة؛ لاعتمر  هل بالتمني حصلتُ  عليها ؟

او لو توجهت شرقا  ومكة  غربا هل سأصل اليها  ؟

ولو سرت عمري كله . لماذا ؟  لانني متجهة عكس  الطريق   أليس كذلك ؟

فاذا كان هدفنا الفردوس الأعلى ؛ لا نمشي بطريق النار ونريد الجنة ،بل نصبر على وعورة الطريق؛ ولو كان مليئ بالشوك ؛ للننال الورد ، فرائحته سوف  تنسينا الطريق ،

فإذا انغمسنا غمسة بالجنة وقيل لنا هل رأيت بؤس قط ؟ فنقول : لا ، يارب؛  وهي غمسة أنستنا مشقة الطريق ، فكيف لو عشنا حياة أبدية سرمدية فيها.

💐 اللهم نسألك الفردوس الأعلى منها ،ووالدينا، وأزواجنا، وابنائنا ،وأخوتنا ومن له حق علينا ،والمسلمين ،والمسلمات أجمعين .

 وما  دام  هدفنا الفردوس الأعلى ، فلماذا نمشي ؟  فنحن لا ندري متى تتوقف بنا الدنيا ، والهدف عظيم ؛ لذلك قال لي ولكم ربي وربكم : سبحانه وتعالى { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين * الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس وآلله يحب المحسنين}  ال عمران اية 133 – 134

فوالله لو اسرعتْ خطانا للجنة لما تمسكت بنا الفتن التي تحيط بنا الآن ؛

 فما افتتنا بها إلا ؛ لأننا وقفنا عندها، سمعناها بآذاننا، ورأيناها بأعيننا ؛ فادخلها الشيطان  ، والنفس الإمارة بالسوء ، والهوى ، بقلوبنا  ؛ ففتتنا بها .

ولو كنا مسرعين ، وعلى ربنا مستعينين،ومتوكلين ؛ لشممنا رائحة الجنة ؛ فاشتقنا إليها، وكنّا من السابقون السابقون أولئك المقربون،  بفضل من الله ومنة .

🎀 ولكن ، ما دمتم تقرأون كلماتي فلا زالت بأيدينا الفرصة؛ لنتصف بصفات المتقين الذين ينالون بفضل من الله ورحمته جنة عرضها السموات والأرض

 فامنحوني عقولكم ، وتضرعوا لربكم بقلوبكم؛ أن تكونوا منهم . فليس على الله شئ ببعيد !



 🍂أول تلك الصفات للمتقين { اللذين ينفقون في السراء والضراء }

المال:، فطر الله الإنسان على حبه . قال تعالى { المال والبنون زينة الحياة الدنيا  } الكهف اية 46

 لذلك جعله الله فتنة لنا ،ومادة من مواد اختبار الآخرة،

قال تعالى: { لتبلون في أموالكم } ال عمران 186

والناس في حب المال ينقسمون  الى قسمين :

 💰 القسم الاول الذين يكون المال في قلوبهم ؛فلو طلب منه ريال لأنخلع قلبه، ليس لأنه لا يملكه ؛ بل يملك مليون منه ،ويريد المليون الآخر، وهذا ممن قال عنهم رسول الله  ﷺ :

(تعس عبد الدينار) ،

سماه رسولنا عبد؛ لأنه كأنه يعبد المال من شدة حبه له .

اللهم لا تجعلنا منهم ومن أحببنا والمسلمين .

 💰القسم الثاني : الذين يكون المال بأيديهم ؛لذلك ينفقون؛ لأنهم يعلمون  أنهم لن يأخذوا معهم درهم، ولا دينار تحت الأرض، ولو دفنوه معهم، لما نفعهم، بل تركه الدود مع تراب أجسادهم، ولو كان معهم بالآخرة لما استفادوا منه؛ لأنه عملة الدنيا، والدنيا انتهت، ولا توجد هناك الا عملة الاخرة؛ وهي الحسنات التي لا يملكها إلا الله  ؛ لذلك فقهوا، وعندما فقهوا، أنفقوا  وهم على الأرض؛ لتستقبلهم صدقتهم تحت الأرض، ويوم العرض  .

اللهم اجعلنا منهم ومن أحببنا والمسلمين .

🍂ثاني تلك الصفات للمتقين : { والكاظمين الغيظ }

 فما معنى احبتي  (الغيظ) ؟

هو أشد أنواع الغضب ،وهي حرارة يجدها الإنسان في صدره؛ نتيجة فوران دم القلب  ،وهذا الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب الانسان عند الغضب ؛ فإذا استعاذ الإنسان بربه وتوضاء بالماء اطفئ جمرته ،  وهدئ نفسه .

 وما معنى احبتي ( كظمت غيظك )  أي امسكته حتى لا يظهر على جوارحك ؛ لذلك مدح الله الكاظمين الغيظ ؛لانهم قهروا الشيطان ،والهوى ، والنفس الإمارة بالسوء ، وحولوا هذا الغيظ من قوة خارجية يحركها الشيطان عند الغضب إلى قوة داخلية يريد ما عند الله إذا حلم .

 فهنا تكون القوة كما أخبرنا رسولنا صلوات الله وسلامه عليه عندما قال :[ ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ]

> فالقوي ورب الكعبة ، هو الذي يتحكم بعضلات قلبه؛ ليجعلها تتحكم بعضلات جوارحه؛ حتى لا تؤذي بالنظرة، أو بالحركة، من اغضبه.

……………………….

 💡إضاءة في كظم الغيظ :

أذا  كظم الإنسان غيضه ترفع عن مقابلة السفيه بسفهه، ولم ينزل إلى مستواه ،

قال أحد الحكماء : ( احتمال السفيه خير من التحلي بصورته ) 

وقال آخر : ( من لم يصبر على كلمة تحمل كلمات )

🍂ثالث تلك الصفات للمتقين هي: { والعافين عن الناس }

ومن هذه الصفة ادخل على قلوبكم لموضوع حديثي مع:

👇

( فمن عفا وأصلح فأجره على الله )

  وكل ما كتبته لكم بتلك الصفحات، كلمات، استعنت بالله  بها على قلوبكم ؛ ليفتحها لنعفو ، ويغسل بآياته صدوركم فتنظفها؛ لتصفو ، وتقرئون ما أعده الله لكم من الأجر إن  عفوتم  في باقي صفحاتي ؛ فتنسوا ……

 فتلين بإذن الله قلوبا اوغلها الشيطان لاحبتنا ، وساعدته  سكاكين سوء أنفسنا ؛ فقطعنا لحما من أجسادنا ، واوقفنا الدم الذي يجري لهم في عروقنا .

 من أجل من كل هذا احبتي ؟؟؟؟؟؟؟

 الدنيا  التي سوف نتركها جميعا!! ،أم لعزة نفسا التي سنكون بها تحت التراب جميعا

 فاستشعروا احبتي اذا، قوله تعالى: { والعافين عن الناس }

فإذا طبقتم ما أمركم به ربكم بقوله تعالى : { ادفع بالتي هي أحسن } 

واتصفتم بصفات المتقين { والكاظمين الغيظ }  سيسهل عليكم بعد الاستعانة بربكم ،وتخليص له نيتكم ،أن تكونوا من { والعافين عن الناس } بفضل  من خلقكم من تراب واوجدكم ، وادخلكم بالإسلام وشرفكم ؛فاستعينوا بالله على أنفسكم ،وهو يتولى شيطانكم فينصركم . 



 💚فالعفو أمره عظيم ، وهو أعظم من المغفرة ؛ لذلك عندما سئلت أمنا عائشة رضي الله عنها رسولنا صلوات الله وسلامه قائلة : [ يا رسول الله أرأيت أن علمت أي ليلة القدر ما أقول فيها قال : قولي : [ اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عني ]

> فالرسول صلوات الله وسلامه عليه أوتي جوامع الكلم ، فلو كان هناك دعاء أنفع من العفو لأمته في مثل هذه الليلة التي تُقدر فيها الأقدار وتستجاب فيها الدعوات؛ لاخبر به أمنا عائشة رضي الله عنها لتخبرنا .

 ✋فالمغفره معناها :  أن يغفر الله لك ذنبك  ،ولا يعاقبك بفضله عليك يوم القيامة  ،

ولكن،  يضل مكتوب في صحيفتك ؛ فإذا منّ الله عليك برؤيته ، والحديث معه ، يقول لك : عبدي تذكر يوم كذا وكذا فعلت كذا وكذا .

 اما اذا عفا عنك خالقك،  واستمتعت بأعظم نعيم في الجنة ،وتكلم معك ربك، فلا يقل لك : عبدي، تذكر يوم كذا وكذا فعلت كذا وكذا؛ 

لأنه غفرها لك ، ولم يعاقبك عليها، ومحاها من صحيفتك بعفوه عنك سبحانه وعظمته .

 فادعوا بذلك الدعاء  بنية خالصة، لرباً كريما؛ لعلها توافق الآن  ساعة اجابة.



 💗اسئل الله أن  يبلغنا ذلك اللقاء، ويسعدنا بهذه الكلمات مع من خلق الأرض والسموات، ويجعلنا في الدنيا نعفو عن خلقه ، وفي الاخرة هو يعفو  عن زلاتنا، ويتجاوز عن سيئاتنا، بفضله ومنه.

 فما معنى اذا العفو؟  يعني : ( التجاوز عن الذنب، وعدم العقاب عليه، كأنك محوته. )

وهناك من لم تدرك المعنى فتقول :انا عفوت عمن ظلمني من خلق الله؛ لأنال ما عند الله؛ ولكن، لن اكلمهم، ولن أحضر مجلسهم، وان رأيتهم سأعتزلهم ، فهل هذا عفو ؟! يستحق ما سنذكره من اجر  العفو، وينطبق عليه تعريف العفو ،

فالعفو كأنك محوت السيئة ، فلا تذكرها بعد عفوك ، وينساهاتماما قلبك،  وتبدأ صفحة جديدة مع من ظلمك ، فهل طبقت ذلك مع فكرك وعقلك ؟ أم كان بالكلام فقط عفوك؟!  تذكر أن ما بداخلك يعرفه فقط ربك،

 فاسمعوا عمن عفا من قلبه لربه لنبي من أنبياء الله  ،كما ذكره نبينا صلوات الله وسلامه عليه : أن قوم ذلك النبي شجوا وجهه، فأصبح يمسح الدم ويقول  : [ اللهم اغفر لقومي فأنهم لا يعلمون ]

يا الله عفا عنهم ،ودعاء الله لهم، وتقدم بالاعتذار عنهم بقوله ؛ (فأنهم لا يعلمون).

 لماذا لا نتمثل بذلك الخلق مع من ظلمنا ؟ ونفرح أننا إن ظلمنا، فدعواتنا مستجابة، فنرتقي باخلاقنا؛ ليكون لنا بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه،

أما يستحق هذا البيت بذلك المكان أن نتنازل ونعفو ؟! ليعفو الله عنا، ونتذكر أننا أن عفونا مرة عن خلق الله، فالله يعفو عنا مرات بل عشرات ومئات أليس القائل سبحانه : { ويعفوا عن كثير }

لماذا نقول نبي من أنبياء الله دعى لقومه الذين شجوا وجهه ، ورسولنا صلوت الله وسلامه ضرب لنا أروع المثل؛ بالعفو عند المقدرة  ،فأعدائه شجوا وجهه ،وكسروا رباعيته، وقالوا عنه إنه مجنون ،وساحر ،وكاهن، وأُخرج من أحب البقاع لقلبه، وأوذي، وقتلوا أصحابه، وجاعوا، وشردوا ،  وعندما قدر عليهم في فتح مكة، ماذا قال لهم؟  [ اذهبوا فأنتم الطلقاء ]

يا الله يا إلله يا الله ما اعظمك! وأعظم حلمك! وحبك لخلق ربك ،يا رسول الله ، اسئل الله  أن نكون متبعين لهداك، شفيعا لنا يوم نلقاك .    

 وها هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه أفضل رجل بعد الأنبياء الذي قال عنه رسول الله صلوات الله وسلامه عليه:

(لو كنت متخذا أحدا خليلا ؛لاتخذت أبو بكر خليلي) .

 هذا الرجل اوذي بعرضه،  والايذاء بالعرض من اقسى الإيذاء على النفس في عصرنا هذا، عصر الانفتاح والفتن ،والتواصل الإجتماعي المفتوح، فكيف يكون قساوته  في عصر الجاهلية الذين كانوا يؤدون البنات خوفا على أعراضهم ؟

وما زاد ايلامها أنها صدرت من قريب لأبي بكر ينفق عليه ، اسمه مسطح ، فما كان من أبي بكر إلا أن قطع النفقة عليه .

 وفي هذا الموقف تجلى حب الله لعباده ،رغم أن مسطح آذى أفضل الرسل، واحبهم لله محمد صلى الله عليه وسلم،  واذى زوجة نبي الله ،وأحب ازواجه عائشة رضي الله عنها ،وآذى أفضل رجل بعد الأنبياء ، ومع ذلك ينزل الله  اية تتلى إلى قيام الساعة يخاطب فيها الله أبو بكر قيقول سبحانه  :{ وليعفو وليصفحوا }

اعفِ يا ابو بكر ، أمحِ من قلبك، وذاكرتك ما فعل مسطح ،وابدأ صفحة جديدة معه،

يا الله!  على الرغم أن الخطاب لأبي بكر إلا أن الله أنزلها بصورة الجمع (وليعفوا وليصفحوا)؛ ليكون الخطاب له ولي ولكم و للامة أجمع، وحتى تعفو النفس وهي راضية، مستبشرة، منتظرة ما عند ربها من الجزاء أن عفت ؛ فيقول لنا سبحانه في نهاية الاية:

{ ألا تحبون أن يغفر الله لكم }

من منا لا يحب أن يغفر الله له؟

ذنوبه ،وآثامه، وعظيم زلاته، أن كنت تحب ، فالله يحب أن تعفُ عن خلقه؛ لأنهم احبابه؛ فاعط الله ما يحب لخلقه، يعطيك ما تحب بفضله ؛ بتحقيق الشرطين: الشرط الأول،  اعفُ،

والشرط الثاني اصفح ،

ما هي  الجائزة ؟

هي ان يعفُ الله عنكم ،

فاستشعروا الجائزة كما استشعرها أبو بكر، فما كان منه إلا أن أن قال : بلى، ياربي نحب أن تغفر عنا، فعفى عن مسطح، ورد له النفقة ،وقال: لن اقطعها عنك ابدا بعد اليوم ، فعل ما فعل أبو بكر وهو مبشر بالجنة ممن لا ينطق عن الهوى كلامه صلوات الله وسلامه عليه وحي يوحى .

 فلماذا لا نعفُ نحن ونحن لم نبشر؟ اسئل الله أن نقدر على أنفسنا الإمارة بالسوء، والشيطان الذي يزين لنا السوء، لكي نعف وننتظر ما عند الله، وما عند الله خيرا وأبقى احبتي.

 وها هو الإسكندر  ملك من ملوك الأرض حكموا وملكوا وعندما قيل له : ( أي شى انت أسر به مما ملكت )

قال : ( الاولى: مكافئة من أحسن الي بأكثر من إحسانه لي – أي إذا أحد تفضل على بهديه أعطتيه أفضل منها أضعاف مضاعفة لانني ملك –  الثانية: عفْوي عمن أساء ألي مع مقدرتي عليه – أي إذا أساء الي أحد من رعيتي اعف عنه رغم قدرتي أن  أفعل به وافعل لانني ملك  )

يا الله فهموا السعادة والراحة في الدنيا والاخرة. فجعلوا الدنيا بعينهم ممر  ،  ليرتاحوا في حياة المقر .

 جاء رجل إلى النبي  ﷺ فقال ؛ يا رسول الله ! كم اعف عن الخادم ؟

فصمت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم  ثم قال : يا رسول الله ! كم اعف عن الخادم ؟

فقال:  كل يوم سبعين مرة )

 يا الله خادم يخدمك نعف عنه سبعين مرة في اليوم ، فكيف لا يعف قلبي عن والداي الذين  ذاقوا  في راحتي منذ نعومة يداي؛ أن قست عليهم الحياة، وأنهكهم الم المرض، فلو ارتفع صوتهم علي، يبقى  قلبهم يلهج بالدعاء إلي. 

 لماذا لا اعف عن أخي أو اختي أن دخل الشيطان بيننا ؟

ومن كلمة سعى أن يفرق بيننا ،واقطع عليه الطريق، وابني جسور للمحبة بيننا من جديد .

 

 لماذا لا اعف عن معلمي ,مديري ,صديقي ,جاري ,ابني وأي مسلم؟

واحتسب الأجر عند الله بعفوي ،بحلمي، بخلقي،  لا أقول في اليوم  سبعين،  بل مرة او ومرتين، حتى يعتاد قلبي النقاء ،ويتسع صدري كعرض السماء  .

 أتدرون لو نقت قلوبنا بعفونا ،ما الثمرة التي نجنيها، بل الشجرة التي نرويها .

 يكفينا ثمرة من تلك الشجرة ؛ أن تصبح قلوبنا سليمة، هل تعرفون ما معنى أن تكون قلوبنا سليمة ؟يعني قلوبنا خالية من الأمراض ، فامراض القلوب سمها، وألمها، وفتكها، أعظم بكثير من أمراض الأبدان .

 أمراض الأبدان جميعها ينتهي ألمها بالموت، هل سمعتم عن ميتا يتألم بعد موته من ألم  بيده، اورجله،  أو ظهره ،اوعينه؟ بل بالموت ينتهي الالم من جسده .

 ولكن مرض القلوب: من حقدا ،وحسدا، وغل، وغيبة، ونميمة ، بالموت يبدأ الألم تحت الأرض، ويوم العرض منها .

 فإن عفونا أصبحت القلوب بيضاء  ، والعيش كله نقاء  ،والقلب متسع للخلق كالفضاء ،  لأنه ينتظر السعادة من رب السماء .

هل هذه ثمرة العفو ؟لا بالله، بل هناك ثمرات لا تكفيها سلال الأرض ان تحملها، ولا أيدي الخلق مهما كثرة  أن تقطفها.

 يكفينا أن احسنا لخلق الله أحسن الله إلينا ،واحبنا،  كما أخبرنا بعد صفات المتقين ؛  الذين سارعوا لجنة عرضها الأرض والسموات

 أن نست قلوبكم تلك الآيات لطول استشعاري لها بالكلمات،  أعيد كتابتها لتستشعروا ما قلنا فيها من العبارات.

 قال تعالى { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين * الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس وآلله يحب المحسنين  } ال عمران اية 134 – 133 .

 والله يحب المحسنين، أتدرون ما معنى حب الله لي ولكم ؟ والله لا تسعفني كلمات الدنيا بتعابيرها ، ولا الفاظ الكون بترانيمها ،أن تعبر عن حب الله لعباده ، ولكن، لعلي أضرب مثلا يقرب لكم المعنى ،أو يصور لكم جزءا من المغزى

 لو راءت أماُ طفلها  عمره أشهر، أراد أن يمسك جمرة من تنور  ،أو كاد يسقط من الدرج إلى السور  ، هل ارجلها هي من تركض لتبعده ؟أم قلبها الذي يلهث حتى تنقذه ؟ يا الله ! هناك أمهات عندما راءوا أبنائهم بخطر قاموا يهرولون، وهم من سنين بأرجلهم لا يمشون ،من الذي جعلهم يمشون ٠، واحد بالمية من الرحمة التي وضعها الله بقلوبهم محبة لأبنائهم، فكيف لو احبنا الذي عنده ٩٩ رحمة، ويوم القيامة يأخذ الواحد ليرحمنا بالمائة كلها .

 فلو احبنا الله ،كلما رآنا نذهب للمعصية يبعدنا عنها؛ لأنه احبنا ،ولا يريد ان أن نكون بالنار بسببها، كما ابعدت الأم ابنها عن الخطر، وهي لا تمشي، ولكن، قلبها من حرك قدماها،فمشت بقلبها لا بقدماها .

 يا الله لو رأت عيناي عيناكم؛ لرأت الدمعة تتدحرج شوقا لربا يحبكم ويرعاكم،  فابشروا فربنا رب كريم، وصف بالرحمة الرحيم .

اسئل الله أن يجعلكم بتلك الدمعات ممن يظلهم يوم لا ضل إلا ظل رب الأرض و السموات

وختمت الاية بقوله تعالى : { والله يحب المحسنين }

أن اردتم  أن يحسن الله إليكم ؛فاحسنوا انتم لخلقه ، فأعلى الإحسان أن يكون الإنسان باطنه الذي لا يراه إلا الله ،خير من ظاهره الذي يراه خلق الله ، والأخرى أن يحسن لخلق الله كما يحب أن يحسن إليه الله ويحبه.

 أحد السلف كانت عنده جارية ،تحمل قدرا لمرقا يغلي، فتعثرت أمامه، وسقط القدر على طفله الصغير أمام ناظريه؛ فأسرع نحوها، فلما رأت الغيظ من عينيه يريد قتلها قبل أن تسرع قدميه ، قالت له : والكاظمين الغيظ، والكاظمين الغيظ.

فقال : كظمت غيظي،

فقالت : والعافين عن الناس. قال :  عفوت عنك ،

قالت : والله يحب المحسنين  قال : أذهبي فأنت حرة لوجه الله .

يا الله طبقت قلوبهم كلام ربهم لانها كانت من الداخل سليمة ، ومن الخارج كريمة .

 اللهم ارزقنا قلوبا سليمة لندخل الجنة بسلام  ،وألسن ذاكرة لننال درجات الجنان .

 فبعد هذا الكلام عن العفو ما زالت هناك عقولا متحجرة ؟! وقلوبا من آيات الله غير متأثرة ؟!

 فلو دخلت قلوبكم لرأيتها تنادي :وتقول :أريد أن اعفو ؛ولكن، ما زالت النفس ترفض، والشيطان بعروقها ينفث .

 اذا فاسمعوني بعقولكم؛ لتترجم  عقولكم كلماتي إلى قلوبكم .

 عندما أقول لكم اعف عمن ظلمكم، لا أعني أن الظلم شئ بسيط على النفس، فوالله من جرب الظلم يعلم؛ أنه عندما ظلم كانت مخدته تتحرك تحت راسه لا يستطيع أن ينام ، وقلبه يغلى من حرارة مظلمته كأنها قدرا ما زال تحته نار ، ولكن، قلبي يقول لكم: كما يقول أحد السلف : لا تخسر بسبب الظالم مرتين ، مرة عندما ظلمك – هذه خسارة نفسية وجسمية ومادية  في الدنيا –

ومرة عند ربك – اذا فات عليك ثواب عفوك –

 قد تقولون، أثر فينا  الكلام، ولكن، انت لا تعرفين عظمة مظلمتنا ، فمثلنا لا يستطيع أن يعف.

 نعم أنا لا أعرف مظلمتكم، ولكن من يعرفها ربي وربكم، لذلك تذكروا أنه كلما عظمت المظلمة ،عظم الجزاء ، فالله عادل، جعل الجنة درجات، فظلمة ذلك جزائها الفردوس الأعلى، ومظلمة الآخر في أول درجات الجنة ،أما يرتاح قلبك وتعفين وانت للفردوس تنتظرين ؟!

 أن كان ما زالت قلوبكم العفو ترفض، والشيطان في عروقكم ينفث ؛فأعطوني عقولكم دقائق ، لعل الله ينزع كل عائق ، ويوضح لقلوبكم الحقائق .

 فربي وربكم عندما خلقني وخلقكم، عرف أن هناك قلوبا لا تستطيع أن تعفو؛ لذلك جعل لها طريق، ولكن جعل شرطا للسير في هذا الطريق ،

 فقال تعالى :{ وجزاء سيئة سيئة مثلها } بمعنى أنه من اعتدى عليك من حقك أن تعتدي عليه؛ ولكن جعل شرطا لهذا الاعتداء،  وهو ( بمثلها ) ومثلها لا نستطيعها، قد يسألني سأل لا اسمع انا الان سؤاله، لعل كلامي يجيب له  استفهامه، فيقول : انا أستطيع أن أخذ حقي بمثلها .

 لذلك،  لعلى أضرب بمثال، ليتضح الحال،  ( فمثلا : أن قال أحدا لي كلمه: فرددت بكلمتين، الكلمة الأولى بمثلها – أن توفرت كل الشروط نفسها والنبرة نفسها ونظرت العين نفسها والأثر نفسها    أما لو رد بالكلمة الثانية،  الثانية سأقف معه فيها يوم القيامة؛ لأخذ منه جبل من حسناته، واعطيه جبل من سيأتي، فتقولين إذا :  اذا أعطاني أحدا صفعة على وجهي سأرد بصفعة واحدة فقط بدل اثنتين ، سأقول لكي : والله لا تكون بمثلها، لماذا ؟ لأنك عندما صفعك لم تتمالك نفسك، ولم تضبط انفعالك ؛فصفعتي صفعة واحدة، ولكنها، كانت أقوى، أليس كذلك ؟

فستقفين بين يدي الله يوم القيامة يأخذ من حسناتك ويعطيك من سيأته بتلك القوة )

 هل وضحت الصورة احبتي؟

  فالمثل ليس الكل لها يقيس ؛لأن المشاعر لا بد فيها أن تطيش.

 أحد السلف استدان من رجل بعض المال؛ لعسرا كان في الحال فقال له من أعطاه المال :  ردها لي يوم كذا وكذا  بتاريخ كذا وكذا فإذا لم ترد ها لي، ساقطع من لحمك رطل ، – هذا العياذ بالله لم يوسع عليه بالنقود بل ارد أن يضع في عنقه القيود –  مرت الأيام، ولم يستطع أن يرد له المال ، فأخذه للقاضي قائلا :  يا قاضي ، اقرضته مالا، واشترطت عليه أن لم يستطع  أن يرد مالي،  اقطع من لحمه رطل ثمن اموالي ،

القاضي كان ذكيا فسن له السكين، وقال له : هذا شرطك، إذا هذا من حقك ، اقطع من لحمه رطل ، ولكن ، أن زدت عنه ملي قطعته ذلك الملي  من لحمك ، عندما عرف أن للمثل لا يستطيع ،تنازل عن الشرط، ولو قيل نفذه؛ لتنازل عن الدراهم ،وأعطاه الحق مع الشكر الجزيل  .

فإذا كنا لا نستطيع أن نطبق جزاء سيئة سيئة مثلها ،لماذا لا نختار اختيار الله إذا ظلمنا ؟ فوالله اختياره هو الذي سيسعدنا .

 إن كنتم تريدون،  فعقولكم اطلبها ،وقلوبكم لكلماتي سوف اجندها . 

    الله سبحانه خلق خلقه، وعرف أنواع القلوب التي تحرك لكل واحدا منا جسده ، جعل لنا ثلاث اختيارات .

 📌 الاختيار الأول :  من اعتدى عليكم من حقكم أن تدعوا عليه ، ولكن، تذكروا أنه إن استجاب الله دعائكم عليه اخذتم  ( شيك مقيد ) دعوتم فاستجاب الله ،  اي ليس لكم في الاخرة ولا حسنة، عندما أقول ولا حسنة ليس معناها ريال،  أو دولار ، أو دينار ،

الحسنة الواحدة لو أتيت بأموال الدنيا، وكنوزها، وذهبها، ومجوهراتها  كلها مقابل حسنة واحدة لما عادلتها ؛ لأن كل هذه الكنوز عملة لدنيا والدنيا انتهت ، فلا تعامل هناك الا بعملة الاخرة الحسنات التي لا يملكها في ذلك اليوم إلا الله .

 ولكن دعوني اتكلم عن دعوات دعتها  قلوبنا  جميعا بلا استثناء، الآن، أو قبل أن يدخل الإيمان بقلوبنا -كلنا  قد جرب أن يدعو على من ظلمه فليست الحياة تخلوا من الظلم – فعندما دعونا، ودعونا، ودعونا ،حتى ملئنا صفحات من الشر بدعائنا .

فعندما انتهينا هل وجدنا راحت في قلوبنا ؟أو اتسعت بعد الدعاء صدورنا ؟

 لا والله . بل زاد حرارة النار بقلوبنا لهيبا، حتى يكون دعائنا مستجيبا  ، اليس كذلك ، لكن، قد يستجيب الله بعد سنوات دعائنا ،هل نجعل قلوبنا افران حتى تنطفي بالإجابة؟ واذا انطفت ، فالدنيا مليئة احبتي بالظالمين، سيظلمنا آخر، فنشعل فرن قلوبنا مرة، ومرة. وعشرات، فمتى يرتاح القلب اذا يا أخوه واخوات ؟

 أتدرون متى يرتاح ؟ أن دعونا لمن ظلمنا بالهداية، وان يسخر لنا قلبه من البداية  ، ويرد له رشده  في النهاية ، فوالله سينطفي لهيب نارنا ، ولا نعين عدونا على خلق ربنا ، فيعوضنا الله بقلبا سليم  ، وحياة هانئة ، وصدور واسعة ، ولكن نحتاج لذلك عقولا واعية ، وقلوبا بالحب عامرة ، فلنسال الله بصدقا أن يمنحنا إياها ، ولنفحات رحمته يعرضنا إياها .   

    فبعد هذا الحوار مع عقولكم؛ لتصل كلماتي إلى قلوبكم ، ما زلتم تصرون على الاعتداء بالدعاء، وتجعلونه الراحة بعد الشقاء،  تريثوا قليلا، وكونوا أذكياء كثيرا؛ لتأخذوا ليس شيك مقيد .

 📌 الاختيار الثاني  وهو ( الشيك المقدر  )هل يقدره تاجرا أم وزير لا بل يقدره الذي على كل شي قدير

  فما معنى ذلك؟

 معناه لو أن أحدا من خلق الله اعتدى عليكم لا تجعلوا دعوة مستجابة في الدنيا تحرمكم ؛ جبال من الحسنات  في الاخرة تنقذكم، بل حركوا ذكائكم قليلا ،وانتظروا يوم الحساب ، فتطلبوا من رب العباد، أن يقتص ممن ظلمكم فتأخذوا جبالا من حسناته ؛ فإذا فنيةحسناته ، استبدلت بجبال من سيئاتكم، يقدرها لكم الخبير، ويعطيكم من كان لعباده عادلا نصيرا .

ولكن، تذكروا في هذا الموقف الخطير ، قد تتساوى لكم  الحسنات والسيئات- في هذه المعادلة- فلا تدخلوا الجنهة، وقد تزيد الحسنات على السيئات فتنالون اول درجات تلك الجنة، وتكونوا بذلك أذكياء لأنكم استبدلتوا الشيك المقيد  -وهي دعوتم فاستجاب لكم  في الدنيا- بشيك مقدر  -يقدره لكم من تركتم الدعوة على من ظلمكم ليجازيكم بالحسنات من خلقكم –

 لذلك لماذا لا تكونوا أذكى الأذكياء؟ ولاتختارون شيك لدنيا مقيد، ولا شيك لدرجة بالجنة  مقدر،

 📌 الاختيار الثالث: ( شيك مفتوح )   أتدرون ما معنى الشيك المفتوح ؟

هو في قوله تعالى { فمن عفا وأصلح فأجره على الله }  

 أتدرون من هو الله ؟

الذي يقول لنا اجرنا عليه أن عفونا ، الذي قال عن نفسه :{ والأرض جميعا قبضته يوم القيامه والسموات مطويات بيمينه }

 يا الله الأراضي السبع في قبضته،  والسموات السبع سجلا مطويا في يده – ما بين كل سماء وسماء مسيرة 500.

عام وسمك كل سماء مسيرة 500 عام.

كل تلك السموات السبع  مطويات كالسجل بيمينه وكلتا يديه سبحانه يمين –

 هذا هو  العظيم الكريم الذي قال لي ولكم: اجرنا عليه فبعد ذلك  هل نصبر لننال  او نتعجل لنخسر الجنان

 فلو عرض علينا في الدنيا للدنيا شيكات ثلاثة،:

الأول  مقيد يقيد المال، بحسب  الجهد في الحال،  

وشيك مقدر، يقدر جهدنا للننال به المال ،

وشيك مفتوح نكتب ما نريد لننال مثل ما نريد مهما بلغ ما نريد.

فهل سنختار الشيك المقيد أم المقدر أم المفتوح ؟

فلو قال احدنا الشيك المقيد أو المقدر لقلنا بلا استثناء مجنون تفضل ذلك على الشيك المفتوح   اليس كذلك ؟

فلماذا دائما نكون أذكياء بالريالات ونتناسى لصغر عقولنا  الحسنات

 غرتنا عملة الدنيا التي نذهب عنها ليأخذها غيرنا ونسينا عملة الاخرة  التي نذهب لها   فتبقى  لنا ونتحسر لو ذهبت لاحب الناس لنا 

 إذا لم تنفتح قلوبكم للشيك المفتوح  لتعفُ  فامنحوني عقولكم للتتصوروا أنكم في يوم القيامة وجميع الخلق على الركب جاثية،القلوب مخلوعة من الخوف ..والرعب يسد مجرى الجوف…، لأنهم يرون جهنم أمامهم ليس بالخلف.. فيناديه منادي فليقم الذين أجرهم على الله

 ياالله يا الله يا الله إلا نتمنى أن نكون مع من  يناديهم …والجنة يدخلونها فتنسيهم. فوالله ان لم نعفو هنا لتمنينا هناك أن تكون لنا  أرواحا بعدد ذرات الرمال نظلم مع كل نفس لنعفو ونتحسر بعددها أن لم نعفو

 أما زال الشيطان بقلوبنا للدنيا يغرينا … وانفسنا الإمارة بالسوء تصر لتشقينا

 اذا لنضرب لها مثلا بالدنيا لعلها تخرج من قلوبنا تلك الدنيا ونستصغر عند ذلك المثل حبنا للدنيا

 فلو كنا جميعا الآن في أحد  سجون الدنيا ليس لنا فيها سنة بل عشرات وجاء  حارسها ينادي ثلاثة فقط اعفى عنهم  من السجينات هل ترانا نتكلم وهو ينادي الأسماء ام ستتحول أجسادنا كلها اذان ونحتاج مع آذاننا أذان لأنه  قد يكون اسمي هو  من يناديه وأحلق كالطير خارجه …وامنياتي كلها تسير بجانبه ….نادى الحارس  الأولى فقامت والثانةه فقامت والثالثة فقامت وسكت المنادي …لتنادي بقلب كل  واحدا الآهات…. وينتظر أن ينادى العام القادم اسمه ويتمنى على نفسه الأمنيات… وتقطع  عروقه بالانتظار  الحسرات…

 ولكن لوسألنا أنفسنا من أفرج عنه من السجن أين سيذهب ؟   اليس سيذهب لسجنا أكبر اسمه الدنيا ..  وقد يموت من لم يفرج عنه البشر  فيخرج قبله  من السجن  ليذهب إلى رب البشر فأن كان من المقربين فتح له من أبواب الجنان فكان تحت الأرض عنده أجمل من الدنيا كلها بما فيها من أمنيات .

 وان كان من العاصين الظالمين للبشر كان عذاب تحتها  أعظم من فوقها  بألاف ومئات 

 هل استشعر قلوبكم وحشة سجن الدنيا  وفرحة قلوبكم اذا سمعتم اسمائكم عند الإفراج ،فكيف لو ناداكم المنادي والأمم جاثية والنار أمامكم مسعرة فقال فليقم الذين أجرهم على الله فقمت لتدخل جنة عرضها الأرض والسموات  

 يا الله يا الله يا الله يا للفرحة

هذا الموقف نضيعه من أجل الدنيا التي لا تساوي جناح بعوضة  ونترك جنة لا عين رأت قبلها ولا أذن رأت كجمالها ولا أذن سمعت مثل اوصافها …

أين عقولنا أين قلوبنا أين خيالنا أين طموحنا اين هممنا لماذا لا نعف.



 هل كرامتنا تمنعنا فلتسمع إذا قول رسولنا صلوات الله وسلامه عليه ( ما زاد الله عبدا بعفوه إلا عزا )

 فاذا لم ترد تلك النفس أن تعفو بعد حديث خير البشر   فلنحذر منها لانها نفس إمارة بالسوء تريدنا أن نمشي بها  في بستان ليس فيه شجرة مثمرة تقطفه …ولا زهرا جميلا تستمتع برائحته …ويوما ما سوف نتركه لحفرة تحت الأرض .. وحسرت يوم العرض . فإذا استطعنا أن نلجم تلك النفس الإمارة بالسوء ، فلا نغفل عن الشيطان الذي يزين لنا ذلك السوء فتستعين بالله عليه …لنكون عبادا لله ليس له علينا سبيلا ….ولا لوسوسته في قلوبنا دليلا ….كما أخبرنا ربنا في كتابه {أن عبادي ليس لك عليهم سلطانا }

هل تريدون أن تسمعون قصة لامرأة استطاعت على نفسها وشيطانها وعفت عمن ظلمها حتى تعرفوا أن العفو ليس بمستحيل، بل يحتاج عقلا وقلبا عرف أن هذه الدنيا نحن فيها عابري سبيل  .

 فأعطوني جوارحكم كلها لتسمعوها… وقلوبا تريد ما عند الله لتقرأوها ..وعقولا تميز بين الدنيا والجنة لتتخيلوها

 امرأة حضرت وسمع قلبها نفس الكلمات التي اعينكم الان قرأتها ولكن تلك الكلمات اوقعها الله في قلبها ،   لتداوي قيح  جراح.. وتغسل قلبا مكلوما امتلأ ظلما وقهرا … فسارت الدنيا بعينها خندقا للاحزان… واشباحا تحركها النفس لتحزنها  ..وينفخ بها الشيطان ليشعلها …ولكن انتصرت عليهم بعد أن قذف الله تلك الكلمات ماء باردا ليطفيها ..ويعلن قلبها العفو ليصفيها

 فلنتركها تروي لنا قصتها التي اتصلت علي يوم 19 رمضان  لتحكيها ( حضرت يوم  17رمضان  محاضرة في جامع الراجحي بشبرا بالرياض عنوانها ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله ) وكان قلبي جمرة يطفيها دم قلبي حزنا ليشعلها ظلمي من جديد وقد كنت قد حجزت يوم 18 لاذهب لعمرة أقصد بيت ربي  لادعو عمن ظلمني سبع.    سنوات فقد كانت  الوسادة ترتجف تحت رأسي هما وغما لا تثبت كأنها ريح .. ولا يرتاح قلبي لتغمض عيني  فاستريح   … –  

قبل أن أكمل قصتها تذكروا يا من ظلمتم عباد الله  قد تكون همومك وغمومكم وامراضكم سببها قلب من ظلمتوه يدعو عليكم فيقول  (حسبنا الله ونعم الوكيل ) جعل الله بينكم وبينه أتدرون من جعلوا لهم محاميا  جبار السموات والأرض أعيدوا حساباتكم وفتشوا في سجلاتكم قبل أن تنشر…. وقبل أن ياتكم عذاب الدنيا قبل المحشر 

فقررت أن أذهب للعمرة لافرغ همي وغمي في بيت ربي وادعوا من الله أن ينصرني ويريني بمن ظلمني ما يسرني ولكن تلك الكلمات في المحاضرة اوقعها الله بقلبي ..فشرحت بفضله صدري… وإزالة جبال همي… فذهبت بقلبا غير الذي كنت احمله  ….ودعوات له لا عليه غير الذي كنت قبل ساخرجه…وانهيت عمرتي وصليت ركعات خلف مقام إبراهيم ثم ذهبت للفندق فصليت ما شاء الله من ركعات صلاة الضحى ووضعت رأسي الذي كان يهتز بهمه سبع سنوات لرأس خالي تماما من كل تلك الذكريات لانام نومة هنية  وقلبا سعيدا قد تغير بفرحته عليه….فتسللت لي رؤية يفرحني بها  ربي  فرأيت كأنني في مكان عالي مرتفع بارد واصلي   – قد برد قلبي الذي كان يشتعل وزيادة على ذلك متصلة بالله – فرأيت أمرأة أعرفها كنت ادعو لها في عمرتي تجلس في مكان واسع كله رمل فذهبت عندها فاكملت صلاتي وأثناء صلاتي سمعت ثلاث آيات تتلى علب انا لست حافظة لكتاب الله ولكن حفظت تلك الآيات في منامي

 📖 الاية الأولى قوله تعالى { وهو الذي كف أيديهم عنكم وايديكم عنهم بطن مكة } الفتح ايه 24

 📖  الاية الثانية قوله تعالى { إلا تنصروا فقد نصره الله إذا اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذا هما في الغار اذا يقول لصاحبه لا تحزن أن الله معنا }

التوبة اية 40.

 📖  الاية الثالثة استشعرناه بقلوبنا بداية محادتثنا قوله تعالى { وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم } فصلت اية 35

 يا الله  يا الله يا الله  صدقت بعفوها مع الله فصدق الله معها

 فوالله رأيتها بعد ذلك بوجه غير الوجه الذي كان لها….

 هذا الله عندما يدخل قلب عباده يشع وجوههم نورا وبهجة وسعادة.



 اسئل الله أن لا يكون بقلوبنا غيره.. ولا تلهج ألسنتنا إلا بذكره ..

>وأشهد الله وملائكته وجميع من قراء كلماتي اني قد عفوت عمن ظلمني واسئل الله واسئل الله واسئل الله الذي لا يسأل غيره من عفا بقلبه الآن أن يجمعني الله به إخوانا على سرر متقابلين  في الفردوس الاعلى عندها نحمد الله أن عفونا في دنيا فانية لنعيش هناك في الجنات العالية.

 هل تتذكرون الشيك المفتوح الذي تكلم معكم به قلبي  إلا تريدون أن تمتلكوا رصيدا غيره لتصرفونها هناك من بنك الاخرة الذي عملته الحسنات ولا يملكه إلا رب البريات …لو دخلت قلوبكم لوجدتها تطالب ….وللخير لو منع عنها سوف تحارب …إن كنتم كذلك فامنحوني تلك القلوب  ،    لاتكلم معها ، ولكن بحرف مكتوب . وصدق محسوب،  من قلب محبوب  . 

فأقول كلنا رأينا أن الناس في الدنيا تغيروا   فالنفوس لم تعد تلك النفوس التي تشعر بالبعيد وليس فقط القريب …وتعيش لتسعد غيرها قبل أن تسعد نفسها ،  لأنها بذلك وجدت للسعادة معنى ،  وللمحبة لخلق الله هي احلى وأسمى.



ولكن تغيرت في نفوس البعض المقاييس فأصبح  المال شخصا  يعايش  والغيرة وسوء الظن تنافس… والحقد والحسد لهم أصوات تناقش  .

لذلك عندما أصبحت الدنيا كذلك علينا أن نزرع الحسنات.. ونرويها بأصدق الدعوات.. لنقطف ثمارها في الجنات ،  ولا يكون ذلك إلا إذا اخلصنا النيات .فكلنا شاهدنا وان لم نشاهد سمعنا أن هناك اخ لا يتكلم مع  أخته  وووووووو ولدا لا يكلم أمه قد تقف شعرات برؤوسنا أن سمعنا ذلك بل عشرات وحتى يقف شعرنا جميعا ماتت تلك الأم ولم يرَها .

يا الله يا الله  حياة تغيرت لم نكن نسمع من قبل بذلك وان سمعنا لا تصدق عقولنا ذلك  اليس كذلك بدل أن نكذب على واقعنا نحاول تصحيح ما بأنفسنا ونسعى جميعا لإنقاذ سفينتنا

كيف نصلح

 نبدأ في مجال أسرتنا ونطاق معرفتنا  فإن وجدنا عاقا نصحناه وان وجدنا مبتلا ساعدناه وان وجدنا عاصيا للتوبة ارشدناه

حتى نصل ما بيننا فنبني الجسور التي تكسرت بيننا

وان بنيتموها فقلبي الذي احبكم وكتب لكم وذكركم قلوبكم له لا تنسوه  وان غابت انفاسه عن الدنيا فبالخير اذكروه  لعل من يقرأ كلماتي يكون ممن استجاب الله له الدعوات فأفوز بالجنة بفضل منه واكون معكم ليس بجنة بل احبتي جنات.

اختكم  وفاء المناور  

تعليقات

  1. Baccarat Definition in British Gambling - WURRIERione
    Baccarat is a betting on the outcome of a 인카지노 particular event. It is the most popular 바카라 사이트 form of betting หาเงินออนไลน์ in British gambling. This is usually

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

       إهداء لأمي وأبي  💝 قد يهدي الإنسان لغالي ذهبا ، وقد يهديه قصرا ، وقد يهديه حتى ولو وردا ، ولكن عندما تهدي كلمات لأناس بقلبك هم النبضات ، هنا تقف لشعوري كل الجبهات ،لترسم بدموعي أروع اللوحات ،لا يراها إلا من فقد قلبه آباءا وأمهات . لذلك ،أسئل الله أن يجعل عباراتي كلها إخلاص ، حتى يفتح الله بها عقولا ،ويشرح بحروفها ضيق صدور  ؛ لتنال عند قلوبكم قبولا ، فيشع من كل حرفا اشعاعا ونورا ،  يدخل في كل قلبا مسلما فيزيده سرور ، وينطفي من قلبه ضوء عقوقا ؛  ليشع بدلا منه برا ونورا ، وهنااااااك بسبب تلك الكلمات ، يهدي ربي لمن هم أغلى من النبضات ،  جبال خالصة من الحسنات ، فلا تنسوني وتنسونهم من أصدق الدعوات .                                          👣 المقدمة  👣 💥 فقلبي أخيتي  سيتكلم  مع قلبك ؛  ليستثمر معك حبيبتي مشروعا ، يجعلك تسكنين به قصرا، أم حيا ، أم مدينة ، أو حتى كرة ارضية . لا بالله ، فاستثمارك  به يفوق الخيال ؛ لأنه ليس مشروعا يخطر لك  من قبل على بال  ؛  لأنه سيدخلك من أوسط أبواب الجنة .  يا الله ، يا  له من مشروع غاليتي  بدايته في الدنيا ، ونه